ليس صحيحاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس لديه أجندة لولاية ثانية، أو أنه قد فشل في تحديد أهدافه في المرحلة القادمة، إذ أوضحت تصرفات ترامب في الأيام الأخيرة، بدرجة غير عادية، من فترة رئاسته الأولى الكيفية التي سيحكم فيها إذا فاز في ولاية ثانية، ولكن ما هي أجندته على وجه التحديد؟.
الإجابة التي يقدمها فريد هيات، المحرر في صحيفة “واشنطن بوست”، هي أنه لا توجد أي أيدلوجية أو فلسفة أو برنامج معين لترامب، موضحاً أن ما يظهره ترامب هو نيته في إعادة تشكيل حكومة الولايات المتحدة من مؤسسة مصممة لخدمة الأمة والشعب إلى مؤسسة تلبي نزوات رجل واحد وتحيزاته وضغائنه وغروره وأرباحه.
والأمر يتجاوز التخطيط أو النوايا كما يضيف الكاتب، إذ أصدر ترامب بالفعل أمراً تنفيذياً في 21 أكتوبر بإنشاء “جدول للخدمة المدنية” من عشرات الآلاف من الموظفين، مما يسمح لترامب بفصلهم من العمل متى شاء.
وسيستخدم ترامب هذه السلطة الجديدة لفصل أولئك الذين يقومون بعملهم بطريقة صادقة ولكنها مخالفة لرغبات ترامب، وعلى سبيل المثال، يمكن لترامب فصل أي موظف في وكالات الاستخبارات الأمريكية إذا “لم يكذب” بخصوص روسيا أو أوكرانيا أو وباء فيروس كورونا.
وأشار التقرير إلى أن جهود ترامب قد تباطئت لتشويه الحكومة، أما بسبب الاحتجاج العام او النزاهة القضائية، مع ملاحظة بأنه لا يمكن في الواقع وصف مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بالنزاهة لأنه لم يلعب أي دور في إبطاء الفعل السلبي لترامب.
وعلى سبيل المثال، طلب ترامب من وزير العدل المطيع، وليام بار، التدخل نيابة عنه في قضية تشهير رفعتها امرأة من نيويورك ضده، وقد زعم “وزير العدل” بأن المرأة كانت تكذب وأنها من بيئة “سياسية غريبة”.
وقد عمل ترامب على حرمان بعض المدن الأمريكية، التي يرأسها زعماء من الديمقراطيين، من استقبال الأموال الفيدرالية في القطاع الصحي، كما قام ترامب بنقل الكثير من المسؤولين الذين كانوا يتحدثون عن تغيير المناخ، كما أمر بإلغاء جدار الحماية للصحافيين في الوكالات الحكومية، بهدف تحويل وكالات الأنباء الأمريكية إلى راديو دعائي لترامب.
وأعلن ترامب الحرب على النزاهة والاستقلال في الحكومة، والحديث للكاتب، وإذا تم انتخابه لمرة ثانية فإنه سيتمكن بالفعل من الانتصار في هذه الحرب.
الرئيسية / أخبار / ترامب ينوي إعادة تشكيل الحكومة الأمريكية بطريقة تلبي نزواته وغروره وأرباحه وعنصريته