اعتبرت اوساط سياسية أردنية ان إصرار الملك عبدالله الثاني في قمة مكة الاخيرة على التزام بلاده ب”أمن الخليج” ينطوي على رسالة سياسية ملكية تحاول إقناع المملكة العربية السعودية بوقف ضغوطها على الاردن بدعوى انه يتجه لتنويع العلاقات.
ولا يزال الاردن محتفظا بسياسات ليست متحمسة لكل من ايران وتركيا وقطر على امل البقاء في اقرب مسافة ممكنة من التحالف السعودي بالرغم من تجاهل تقديم اي مساعدات عميقة للمملكة الاردنية من الجانب السعودي.
وعلمت راي اليوم بان الأردن وفي مباحثاته الاخيرة مع الكويت والامارات وجه رسائل للقيادة السعودية فكرتها توقف الضغوط والتجاهل وعدم وجود نوايا لديه لمناكفة السعودية او التعاطي مع اعدائها وخصومها.
وصرح وزير الخارجية الاردني ايمن صفدي عدة مرات بان بلاده ضد التدخلات الايرانية بالدول العربية.
وحرص العاهل الاردني بالمقابل في مكة على تثبيت هذه الرسالة عبر الاشارة لإن بلاده معنية- تماما كما كانت في الماضي- ب”أمن الخليج”.
لكن التصور الاردني ل”أمن الخليج” يتطلب مصالحة بين السعودية والامارات والبحرين ودولة قطر.
وتقصدت السياسة الاردنية لفت نظر السعودية إلى ان عمان وبالرغم من تجاهل المساعدات السعودية لها وبرودة العلاقات السياسية لا تزال تعطل إتفاقية التجارة الحرة مع تركيا ولم ترسل سفيرا أردنيا لطهران خلفا للسفير الذي تم سحبه.
كما تؤكد عمان بان السفير القطري في عمان لا يزال في بلاده ولم يعد لعمان بعد.
وتتصور البوصلة الاردنية ان هذه الإجراءات غير المناسبة لإطلاق علاقات وإتصالات عميقة مع المحور التركي القطري ومع ايران يفترض ان تنهي الخلافات والتجاذبات مع المعسكر السعودي وتؤسس لعلاقة قائمة على احترام الخيارات وتعود بالعلاقات مع السعودية إلى”سابق عهدها”.
وتتحدث المؤسسات العميقة في الاردن عن حملة يشنها الذباب الألكتروني السعودي على الجار الاردني وعن تصريحات وتعليقات”غير ودية” تصدر عن السفير السعودي في عمان وعن قطعية غير مبررة ورسائل سلبية بدون مبرر منها الاستقبال السيء لرئيس الوزراء الاردني عمر الرزاز عندما زار الرياض مؤخرا.
كما تتحدث عن تراجع سعودي بدون سبب واضح عن إستثمارات تم الاتفاق عليها.
وتبرر الدوائر الاردنية بأن الاحتفاظ بمسافة مع تركيا وقطر وايران وفي الاتجاه المعاكس للمصالح الاقتصادية الاردنية هدفه إقناع قادة الرياض بان عمان لا تفكر باي انقلاب على استحقاقات تحالفاتهم لكن الجانب السعودي لا يقدر الامر خصوصا وان الاردن لا يريد نمو الخلافات مع السعودية ولا يريد المجازفة بنصف مليون اردني يقيمون ويعملون في السعودية، الأمر الذي يكرس القناعة بسياسة التعقل الاردني والصبر والاحتمال