وضع اجتماع أمني اسرائيلي عالي المستوى، أربعة سيناريوهات يمكن أن تدفع إيران الى التحرش بإسرائيل في خضم التوتر الحاصل حالياً مع أمريكا في الخليج.
وخلص الإجتماع إلى أن ثمة مواجهة إيرانية – أميركية قريبة، وأن طهران – مثلما لم تتردّد في تفعيل الحوثيين في اليمن ضد السعودية لرفع درجة حرارة الأزمة مع واشنطن – قد تحاول إشعال الجبهة مع إسرائيل، كي تسرّع التدخّل الدولي، للبحث عن علاج للضربة القاتلة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى الاقتصاد الإيراني.
صواريخ من العراق
يشمل السيناريو الأول إطلاق إيران صواريخ من العراق في اتجاه إسرائيل. وهو السيناريو الأكثر احتمالاً.
وأشار تقرير إسرائيلي الى ان الميليشيات العراقية الموالية لطهران تمتلك صواريخ يصل مداها من 700 – 1000 كيلومتر.
وفي حال نصبها غربي العراق فإنها ستغطّي مساحة إسرائيل كلها، كما أنها صواريخ دقيقة، ومدة تجهيزها للإطلاق قصيرة نسبياً، خلافاً للصواريخ التي قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بإطلاقها في اتجاه إسرائيل عام 1991.
ولفت التقرير إلى أن قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على جمع معلومات متعلّقة بما يجري غربي العراق باتت أفضل كثيراً مما كانت عليه عام 1991، حين كان اعتمادها الحصري على صور الأقمار الصناعية الأميركية فقط.
كما أن القدرة الهجومية الجوية والبرية الاسرائيلية ضد دول الدائرة الثانية، مثل العراق، أصبحت أكبر بكثير، مقارنة بما كانت عليه عام 1991.
ولدى إسرائيل – من الناحية السياسية – حرية اكبر للقيام بنشاط عسكري غربي العراق، أكثر مما كان في الماضي.
وفي وقت سابق، كشف إياد علاوي رئيس «ائتلاف الوطنية» في العراق أن المخابرات الإسرائيلية زودت الولايات المتحدة بصور منصات إطلاق صواريخ باليستية موجودة في غزة وسوريا ومدينة البصرة في العراق، وموجهة نحو دول الخليج.
وأكد علاوي أن مسؤولا أميركياً أبلغه بأن الولايات المتحدة قررت إرسال وزير الخارجية مايك بومبيو للتحقيق في موضوع منصات الصواريخ والتحدث مع المسؤولين العراقيين حول هذا الوضع.
«الدرون» من سوريا
يتضمن السيناريو الثاني إطلاق صواريخ وتفعيل طائرات مسيّرة من دون طيار من سوريا، إلى جانب القيام بعمليات عسكرية على طول خط منطقة السياج الحدودي بين البلدين.
حزب الله من لبنان
اما السيناريو الثالث فهو قيام «حزب الله» بنشاطات عسكرية من لبنان، لكن هذا السيناريو احتمالاته ضئيلة بسبب الازمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يعاني منها الحزب، وهناك شك في أن يكون لدى الأمين العام للحزب حسن نصر الله رغبة في منح إسرائيل فرصة لتوجيه ضربة موجعة لحزبه.
الجهاد الإسلامي من غزة
وأخيرا، يشمل السيناريو الرابع قيام حركة «الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة بتنفيذ عمليات، واحتمالات هذا السيناريو ممكنة، لكنه لا يقلق إسرائيل بتاتاً.
كما تشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى احتمال اندماج أكثر من سيناريو أو تنفيذ جميع سائر السيناريوهات المذكورة، في حال اندلاع مواجهة شاملة.
ولفت التقرير الى أن إسرائيل لم تقم حتى الآن باستعدادات علنية في كل ما يتعلّق بهذه التهديدات المحتملة، لكن هناك حالة تأهب استخباراتية في الحدود القصوى.
كان مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي قال إن الأوضاع في المنطقة ”خطيرة وليست مطمئنة“ مشيرا إلى أن وزراء الحكومة شرحوا للنواب يوم الخميس في جلسة مغلقة استعدادهم لمواجهة أي حالة حرب بالمنطقة.
وأضاف الغانم للصحفيين عقب الجلسة أنه تبين من العرض الذي قدمته الحكومة حول الأوضاع بالمنطقة ”مدى دقة وحساسية وخطورة المرحلة القادمة ووجوب الاستعداد واتخاذ كافة الاجراءات استعدادا لكل الاحتمالات الواردة“.
وتحتفظ الكويت، وهي حليف قوي للولايات المتحدة في المنطقة، بعلاقات جيدة مع إيران وتسعى دائما للنأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية والدولية والحفاظ على سياسة خارجية متوازنة.
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في الأسابيع الأخيرة بعد أن زادت واشنطن من قيودها على صادرات النفط الإيراني بالإضافة لتوجيه حاملة طائرات أمريكية للمنطقة لزيادة الضغط على طهران.