الرئيسية / أخبار / مغزى الغارات الإسرائيلية على مستودع للأسلحة في سوريا!!!

مغزى الغارات الإسرائيلية على مستودع للأسلحة في سوريا!!!

الغارات الجَويّة التي شَنّتها طائرات حَربيّة إسرائيليّة المَصحوبة بقَصفٍ صاروخيٍّ على مِنطقة القطنيّة في ريف دِمشق، وأوقَعت أضرارًا ماديّةً تَعكس حالة القَلق التي تَسود الأوساط القِياديّة في تل أبيب من تَنامي قُدرات الجَيش العربيّ السوريّ وخُبراتِه الميدانيّة، وتَعاظُم قوّة “حزب الله” التسليحيّة.

الحُكومة الإسرائيليّة لم تَعترف رسميًّا بشَن هذهِ الغارات العُدوانيّة التي تَصدّت لها الدّفاعات السوريّة وأصابت إحداها حسب البَيان الرسميّ، وذَكر المَرصد السوريّ لحُقوق الإنسان أنّها استهدفت مَستودعات أسلحة لحِزب الله، ولكن ما جاءَ في بيان أصدرهُ مكتب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يُهدّد فيه بمُواصلة اتّخاذ كُل الإجراءات اللازمة لإحباط مُحاولات نَقل أسلحةٍ مُخلّة بالتّوازن إلى “حزب الله” عَبر الأراضي السوريّة، يُؤكّد وقوف دولة الاحتلال خَلف هذا العُدوان، مِثلما يُؤكّد مَصدر القَلق والرّعب أيضًا.

أكثر ما يُرعِب نتنياهو وحُكومته هذهِ الأيّام هو وصول أسلحة حديثة ومُتطوّرة إلى “حزب الله” تُعزّز قُدراتِه على ضَربْ العُمق الإسرائيليّ، فالتّسريبات التي وَردتْ على ألسنة خُبراء عَسكريين في الأيّام الأخيرة، تُؤكّد أن ترسانة الحِزب لم تَعُد تَطفحْ بالصّواريخ ذات القُدرات التدميريّة العالية فقط، وإنّما أيضًا بزوارق حَربيّة استشهاديّة لا تَرصُدها الرادارات، وسُفن وغَوّاصات جَرى تَصنيعها في قواعِد الحِزب في لُبنان يُمكن أن تَضرِب منصّات الغاز الإسرائيليّة في مِياه البَحر المُتوسّط.

نتنياهو يُهدّد، ولكنّه لا يَستطيع أن يَفعل شيئًا غير شَنْ هذهِ الغارات، التي ثَبُتَ عَجزها عن تَحقيق أهدافها، بَين الحين والآخر، فقد هَدّد بمَنع وصول الجيش السوريّ ووحدات تابعة لـ “حزب الله” إلى حُدودِه الشرقيّة في الجَنوب السوري، وها هي القوّات السوريّة تُسيطر على مُعظَم الغوطة الغَربيّة، وتَصل إلى القنيطرة وحُدود هضبة الجولان المُحتلّة، وبِما يُمهّد لإقامة قواعد للحِزب وفَصائل فِلسطينيّة أيضًا.

المُثلّث السوريّ الإيرانيّ والمُقاومة اللبنانيّة ما زال التّهديد الأكبر لدَولة الاحتلال، خاصّةً بعد اقتراب الحَرب في سورية من نهايَتها، وانتصار مِحور المُقاومة في كُل من سورية والعراق، وفَشَل المُظاهرات الأخيرة في زَعزعة استقرار النّظام الإيراني.

الغارات الإسرائيليّة على سورية لضَرب مَخازن ومُستودعات أسلحة لحزب الله، في هذا التّوقيت الذي تَتهافت فيه حُكومات عَربيّة وخليجيّة على التّطبيع مع دَولة الاحتلال، تُؤكّد أن البُوصلة السوريّة الوطنيّة لم تَتغيّر، وما زالت مُصوّبة نَحو العَدو الحقيقيّ للأُمّتين العربيّة والإسلاميّة، وهو ما يُفسّر الأسباب الحقيقيّة لاستهداف سورية إسرائيليًّا وأمريكيًّا، بَلْ وعَربيًّا أيضًا.

السيد نصر الله وفي مُقابلته الأخيرة مع قناة “الميادين” أكّد أن هُناك مُفاجآت عَديدة في أيِّ حربٍ قادمة، ولَمّح إلى أن استعادة الجليل سَيكون من بَين الأهداف التي تُخطّط المُقاومة لتَحقيقها، إلى جانِب ضَربْ جَميع المُدن والمُستوطنات الإسرائيليّة.

الاستفزازات الإسرائيليّة هذهِ قد يَكون الهَدف مِنها جَرْ سورية و”حزب الله” إلى حَربٍ في غَير أوانها، وقَبل تَأمين الأراضي السوريّة جميعها، وإعادتها لسِيادة الدّولة، ومن الواضِح أن هُناك وَعيًا بهذهِ الخُطط، والعَمل على إفشالها بالتّالي، تمامًا مِثلما جَرى إفشال المُؤامرات على سورية طِوال السّنوات السّبع الماضية، ولكن إذا أرادت إسرائيل الحَرب فسَتكون هي الخاسِر الأكبر، بَعد المُتغيّرات الاستراتيجيّة في مَوازين القِوى لغَير صالِحها، فالسّلاح الجويّ لم يَعُد هو العُنصر الحاسِم في الحُروب مِثلما كانَ عَليه الحال في الماضي.