الرئيسية / أخبار / مائة عام على وعد بلفور- ترامب

مائة عام على وعد بلفور- ترامب

د. شهاب المكاحله –

 

تزداد وتيرة تدريب نوع جديد من الإرهابيين في إحدى معسكرات  الشرق الأوسط بإشراف أجهزة استخبارات دولية وذلك من أجل القيام بمزيد من الأعمال الإرهابية النزاعة للشرر في المنطقة العربية تمهيداً لتفتيتها وزعزعة أمنها وتشرذمها أكثر بحيث لا تبق للعرب ولا تذر. اليوم تتزايد المصائب على أهل الهلال الخصيب عامة وأهل القدس خاصة لتعرض مدينتهم للتهويد والاستيطان لشطب هويتها العربية والاسلامية والمسيحية لتصبح يهودية مع تواصل المخططات الصهيونية لتنفيذ المخططات التي تريد الإدارة الإسرائيلية بالتعاون مع الإدارة الحالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب غير عابئتين بالنداءات الدولية والقرارات الأممية تمهيداً لتنفيذ مشروع القدس الكبرى من أجل إخلاء القدس من سكانها إلى مناطق الضواحي وتحويل أبوديس إلى عاصمة للدولة الفلسطينية بدلاً من القدس نفسها. والسؤال المطروح هو لماذا أزمة القدس في وقت اختفى فيه رجالات “داعش”؟

أين اختفى هؤلاء؟ ألم يكونوا هاهنا يوماً واليوم ما عاد لهم سير سوى أطلال ودمار خلفوه وراءهم؟ أين تم تهريبهم؟ أين هم اليوم وماذا عساهم فاعلين غداً؟ مع إعلان العراق تحريره بالكامل من رجس “داعش” ومع إعلان وزارة الدفاع الروسية خلو سوريا من “داعش” فأين اختفى هؤلاء ولمصلحة من تم إخفاؤهم؟

يبدو أن صبح الإرهاب بدا يقترب من العام الجديد بحلة جديدة وبلباس “بابا نويل” أو “سانتا كلوز” أو “ديد ماروس” الروسي ليدفع سكان الشرق الأوسط الكبير حسب المصطلح الأميركي ثمن الصراع بين الشرق والغرب. والغريب أن أهل المنطقة هم من يدفعون الثمن وحكوماتهم هم من تدفع التمويل. يا له من أمر مضحك مبكٍ!

نعم، مائة عام على وعد بلفور وهي مائة عام على وعد بلفور ترامب، قرن من الزمان تزايدت معه آلام العرب في بلاد الشام وهم من حباهم الله بالمقدسات والرسل والأنبياء والصالحين من البشر. هي مهد الديانات السماوية الثلاث ولكن تسعى دول استعمارية ما عادت تقوى على مقاومة الشعوب العربية في تلك الدول لمخططاتها الاستعمارية المباشرة وغير المباشرة إذ تعمد تلك الإمبرياليات القديمة الحديثة للانتقام من الشعوب. واليوم تنتقم من الشعب في القدس بتنفيذ مشروع القدس الكبرى ( القدس 2020)  لطمس معالم المدينة. ومع اعتراف ترامب بها كعاصمة لإسرائيل فإن ذلك يعني التخلي عن فكرة الحديث عن المستوطنات لأن القدس الكبرى هي 12% من الضفة الغربية.

في أقل من مائة عام على وعد بلفور تضاءلت مساحة القدس بنسبة كبيرة وتضاءل عدد سكانها العرب واليوم مع الخطط التوسعية الصهيونية بتنا نرى أن القدس ستبصح بمساحة لا تزيد عن 9 كيلومتر مربع.

يبدو أن لا تحالف أقوى من تحالف ترامب نتنياهو، فينبغي علينا عدم التحدث والتشدق بأن ما يجمع بين الحكام العرب وبين ترامب أقوى مما يجمع بينه وبين زعماء إسرائيل. فإسرائيل هي مولود التبني بالنسبة للإدارة الأميركية الحالية ولا يمكنها الاستغناء عنه اليوم أو غداً فهو المولود الذي يساعدها في الحصول على الموارد المالية والاقتصادية للشرق الأوسط مقابل “وعد-الحماية”.

و تركز حكومة  نتنياهو  على تهجير وتشريد سكان القدس وما حولها تحت قوة السلاح تمهيداً لتنفيذ المخططات الاستيطانية لصالح مشروع (القدس الكبرى) المتوقع الانتهاء منه في العام 2020. ويهدف مشروع (القدس الكبرى) إلى تخفيض نسبة العرب المقدسيين (مسلمين ومسيحيين) إلى 10%  مع توسيع مساحة القدس الكبرى وهي التي اعترف بها ترامب عاصمة لإسرائيل إلى 12% من مساحة الضفة الغربية أي نحو (620 ) كيلومتر مربع، ما يعني شطب الحدود الدولية لمدينة القدس المحتلة. باختصار فإن إعلان ترامب يعني تخفيض مساحة القدس من 72 كيلومتر مربع إلى أقل من 9 كيلومتر مربع وهذا هو المتبقي للمقدسيين. فعلى ماذا يفاوضون؟

يجب على الشعب العربي أن لا يحزن على ما جرى بل عليهم أن يجزعوا لما هو قادم من أعمال إرهابية تأكل الأخضر واليابس في عدة بقاع في المنطقة لإشغال الشعوب وفتح المجال لحروب بينية لم تكن بالحسبان من أجل الفوضى الخلاقة تمهيداُ لزيادة دول الشرق الأوسط الكبير بنسبة 15% مع توسع دول على حساب أخرى وتفتيت دول إلى عدة دويلات.

الأول نيوز