في مفاجأة صاعقة، فجَّر المرشح الجمهوري دونالد ترامب قنبلة مدوية امتد صداها إلى بقاع العالم كافة.
فلم يكن يوم فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية يوماً عادياً، خاصة بعد أن حشد الإعلام الأمريكي جهوده لتشويه سمعته وتأليب الرأي العام ضده للحيلولة دون فوزه بالانتخابات.
كما شهدت الأسواق العالمية ارتباكاً حاداً في تعاملاتها اليوم، بسبب نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث أثار فوز ترامب حالة من التخبط في أسواق النفط والبورصات العالمية.
فعلى عكس كل استطلاعات الرأي والتوقعات التي رسمها الحزب الديمقراطي وأنصاره من الاتحاد الأوروبي، حصل ترامب على أكثر من 288 من الأصوات الإجمالية البالغة 538 صوتاً للفوز بمنصب الرئاسة، بفارق كبير عن منافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
ومن علامات الصدمة أن وسائل الإعلام الأمريكية وغيرها سادها الوجوم عندما تقدم ترامب في سابق الرئاسة على منافسته. بل وخيم الحزن على وجوه المؤيدين لكلينتون، ملقين باللوم على رعاة حملتها في الفشل الذريع الذي أدى إلى خروجها من الرئاسة.
ففي مفاجأة مدوية، تمكن ترامب وبعد منافسة انتخابية كانت الأشرس على الإطلاق في تاريخ الانتخابات الأمريكية من الفوز في السباق الرئاسي، ليصبح بذلك الرئيس رقم 45 ويخلف الرئيس باراك أوباما الذي ستنتهي ولايته في يناير/كانون الثاني المقبل.
وتعد نتيجة الانتخابات صفعة وجهها المواطنون الأمريكيون إلى إعلامهم، الذي دأب على مدار أكثر من شهرين على خداعهم باستطلاعات رأي مضللة، رجحت جميعها كفة كلينتون خلافا لإرادة الناخبين الحقيقية.
فقد علقت شبكة “سي إن إن” على فوز ترامب بالقول: “فاز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ليصبح الرئيس الـ 45 للدولة بنيله 288 صوتاً في المجمع الانتخابي”. وأضافت الشبكة: ” لقد جاء ترامب من وسط غير سياسي وخاض حملة غير معهودة؛الأمر الذي كان له وقع الزلزال في الولايات المتحدة والعالم.”
وقالت الشبكة إن “العالم شعر بالصدمة ممزوجة بقدر من عدم التصديق إزاء إعلان فوز المرشح الجمهوري ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية”. وأضافت “سي إن إن” أن فوز ترامب أدى أيضاً إلى حدوث انخفاض حاد غير مسبوق في قيمة العملة المكسيكية”البيزو”، وسمت فوزه “معجزة”؛ واصفة الانتخابات الرئاسية بأنها “الانتخابات التي هزمت أي انتخابات أخرى.”
من جانبها، وصفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية ما حدث بأنه “زلزال ترامب”، وقالت إن نتائج الانتخابات أثارت حيرة وإرباك جميع الخبراء على الإطلاق.
وكشفت “فوكس نيوز” أن ترامب وإن كان غير مؤهل لقيادة الولايات المتحدة في السنين المقبلة، فإنه سيركز على الجانب الاقتصادي في البلاد؛ ما ينعش آمال الأمريكيين من جديد باقتصاد بلادهم. ولكن هذا النصر كان فعلاً زلزالاً مدوياً لا مثيل له”.
ورأت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أن فوز ترامب كان صاعقة شديدة الوقع على أنصار كلينتون وعلى الحزب الديمقراطي والعالم. فعلى عكس ما جادت به كل قرائح الخبراء والمحللين السياسيين ومراكز الأبحاث والدراسات من سبر الآراء طيلة أشهر، خالف ترامب كل التوقعات بفوزه المدوي في السباق إلى البيت الأبيض. إنها نتيجة غير متوقعة حتى لأكثر الناس تفاؤلاً بالحزب الجمهوري. إن ما حدث كان حدثا غير متوقع أدخل العالم في دهشة عميقة، إذ إن كل المؤشرات كانت توحي بفوز كلينتون بسهولة بالغة.”
ووصفت “فورين بوليسي” فوز ترامب بأنه بركان ثار في غير أوانه. وأضافت أن الفوز كان بسبب خطأ ارتكبه الحزب الديمقراطي من عدم وضوح الرؤية والشعار، على العكس من حملة ترامب التي نادت بإعادة الروح إلى القومية الأمريكية وبناء أمريكا جديدة.
ويبدو أن ما كانت تعول عليه كلينتون من أن ترامب مرتبط بالروس وتحديداً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأن ترامب يخدم أجندة روسية، لم يفد حملتها رغم لعبها على هذا الوتر الحساس. واليوم وبعد فوزه بمنصب الرئاسة الأمريكية، سيعمل ترامب على تحسين علاقة بلاده بموسكو والعمل معاً على محاربة الإرهاب العالمي الذي ساهمت كلينتون في رعايته ودعمه ومساندته السبل والوسائل بكافة.
شهاب المكاحلة