أظهرت تغيير سياسات مصر خاصة بشأن الحرب السورية التناقض وتوتر علاقات مصر مع دول الخليج، كما قال المحللون وفقا لوكالة الأناضول.
ولاحظ المحللون انزعاج دول الخليج بشأن قلة التنسيق مع مصر في الأزمة السورية، والتي دخلت في عامها السادس.
وقال المحلل السياسي والعضو السابق لمجلس الشورى السعودي، محمد الزلفة، إن هناك حالة من التناقض بين مصر والسعودية بشأن السياسات المصرية، مشيرا إلى تحركات مصر لكسب ود النظام السوري، وقلة التنسيق بشأن القضاء على “داعش” في الموصل ودعم شيعه إيران كأمثلة على تناقض سياسات مصر.
وأضاف الزلفة، أن مثل هذه المواقف والتي تتناقض مع دول الخليج لا يمكن تفسيرها إلا بكون مصر تتطلع لمصالحها وسط التغيرات التي تشهدها المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن رئيس المخابرات السورية زار مصر الأسبوع الماضي لتنسيق المواقف السياسين بين البلدين.
وتسببت مصر في غضب السعودية في بداية هذا الشهر بعد تصويت مصر لصالح مشروع القانون الروسي الذي ينص على وقف الأعمال العدائية في سوريا، والذي اعترضت عليه الرياض ولكنها في فشلت في حشد الأصوات للتصديق عليه.
وفي الوقت الذي تدعو فيه مصر لحل سياسي بشأن الصراع السوري الممتد منذ 6 سنوات فإن السعودية تعارض نظام بشار الأسد وتنادي برحيله.
وأشار الزلفة إلى أنه يبدو أن مصر تتوقع سقوط الأسد يعني قدوم الإخوان المسلمين للسلطة في سوريا.
وبدأت السلطات المصرية حملة قاسية على الإخوان المسلمين منذ أن تولت الحكم، وأسقطت الرئيس المنتخب محمد مرسي، وقتلت المئات وسجنت الآلاف.
الانزعاج الخليجي
ونوّه المحلل الكويتي بدر العنزي، بأن دول الخليج منزعجة بشأن الموقف المصري من سوريا، مضيفا أن القاهرة ترى أن مصالحها ترتبط بالنظام السوري وروسيا وإيران في مواجهة أي تحالف تركي خليجي.
وأوضح أن النظام المصري يحاول أن يكون في المنتصف عن طريق كسب ود كل الأطراف، محذرا من قلة التنسيق والتي لن تضر العلاقات المصرية الخليجية فحسب ولكن علاقة القاهرة بكل الدول العربية، واستكمل –دون الخوض في تفاصيل- أن هناك جهودا تبذل لعقد اجتماعات بين مسؤولين من القاهرة ودول الخليج للتخلص من توتر العلاقات، مضيفا أن الأيام المقبلة ستشهد تنسيق بشكل موسع بشأن العمليات في الموصل.
السياسات الخاطئة
وقال المحلل العماني، سلطان الحطاب، إن سياسات مصر الحالية تعتبر خاطئة، موضحا أن مصر يبدو وكأنها ترفض فكرة وجود تحالف خليجي تركي، ولذلك فإنها تبقى على خلاف غير مبرر مع تركيا فقط لانتقاد النظام التركي لرئيس مصر، مشيرا إلى توترت العلاقات المصرية التركية منذ أن خلع العسكر الرئيس المنتخب محمد مرسي، ووصفت أنقرة طريقة رحيله بالانقلاب العسكري.
وأضاف الحطاب، أن القيادة المصرية لا تبدو أنها تتبع سياسات واضحة، موضحا أن ذلك يمكن أن يكون مقبولا في السياسة ولكن ليس في الوقت الحالي.
وقال المحلل السياسي والمشرع القانوني البحريني، ناصر الفضالة، “يعتقد أن مصر تدير ظهرها لدول الخليج وهذا يتضح من تعاونها مع إيران وهو ما يشكل خطر على الأمن الخليجي وكذلك دول المنطقة”.
ووصف سياسات مصر بالابتزاز بهدف إجبار دول الخليج على تقديم دعم سياسي ومالي إضافي، أما عن الجانب الخليجي فيرى الفضالة أنهم يتبعوا سياسة الصبر حتى لا يخسروا مصر.
وقال عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات، إن مدى الخلافات بين مصر ودول الخليج ليس كبيرا، موضحا أنه على الرغم من توتر العلاقات هذه الفترة إلا أن مصر ودول الخليج استمروا في التنسيق بشأن معظم قضايا المنطقة .
وأوضح أن هذا التنسيق يعطي مساحة لوجود خلافات بشأن بعض قضايا المنطقة الشائكة وعلى رأسها المشكلات التي تأتي من الوضع السوري، مستبعدا أن تؤثر الخلافات العالية على عمق العلاقات بين مصر ودول الخليج.