الرئيسية / أخبار / مصر تقترب من محور “الأسد إيران روسيا” وتبتعد عن السعودية

مصر تقترب من محور “الأسد إيران روسيا” وتبتعد عن السعودية

قال موقع “فوكس نيوز” في تقريرٍ له، إن مصر حققت في القتال ضد المتشددين الإسلاميين هدف السياسة الخارجية الأسمى وهو القرار الذي جاء أقرب إلى الرئيس السوري بشار الأسد وروسيا وإيران، وفي المقابل يعكس استعداء الداعم الرئيسي لها وهي المملكة العربية السعودية.

 

ووفقاً لتقرير الموقع الذي ترجمته “وطن” فإنّ هذه السياسة محفوفة بالمخاطر في وقت مصر تكافح فيه لاحتواء تمرد محلي ومعالجة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. كما أن المملكة العربية السعودية ساعدت وبقوة على إبقاء الاقتصاد المصري ومنعه من الانهيار عبر المليارات من المساعدات، وقد أعربت مؤخرا بالفعل عن استيائها من خلال إلغاء عقد إمدادات الوقود.

 

وأضاف “فوكس نيوز” أن جذور هذا الاتجاه من السياسة الخارجية يتبناه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ عام 2013 عندما طرد الجيش سلفه محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من الحكم، وبدأت القاهرة في السعي  للقضاء على جماعة الإخوان وأي جماعة إسلامية تحمل أدنى تشابه مع جماعة الإخوان المسلمين وأصبح هذا المبدأ التوجيهي يحكم سياسة مصر الخارجية، فضلا عن المحلية والسياسة، طبقا لما يراه الخبير في شؤون الشرق الأوسط ستيفن كوك.

 

وأوضح الموقع أن هذا الاتجاه انعكس بشكل واضح في دعم مصر هذا الشهر للقرار الروسي حول سوريا في مجلس الأمن الدولي، وكان قرار موسكو اعتراض على القرار الفرنسي المنافس الذي يدعو إلى وقف الضربات الجوية الروسية والسورية، والتي تسببت في مقتل مئات الأشخاص في مدينة حلب خلال الأسابيع الماضية. وصوتت مصر لصالح كلا المشروعين، قائلة إنها فعلت ذلك أملا في وقف معاناة حلب لكن الوقوف مع روسيا وضمنا مع الأسد يعكس موقف حكومة السيسي بأن هزيمة المتشددين الإسلاميين في سوريا هي الأولوية.

 

واستطرد فوكس نيوز أنه أدى ذلك التصويت إلى الخلاف العلني الأول بين القاهرة والرياض منذ تولي السيسي الحكم في عام 2014. ومما زاد الطين بلة، أن مصر استضافت هذا الأسبوع أحد كبار مساعدي الأمن بسوريا وهو علي مملوك، كما أجرت قوات الكوماندوز الروسية والمصرية مناورات مشتركة في وقت الغضب فيه يتصاعد على نطاق واسع في العالم العربي نتيجة القصف الجوي الروسي في حلب.

 

ولفت الموقع الأمريكي إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى للإطاحة بالأسد ودعمت بقوة الفصائل المتمردة، بما في ذلك تلك التي تحتوي مجموعات متشددة في الأيديولوجيات الإسلامية. بينما مصر في المقابل، ترى المسلحين في سوريا تهديد خطير، وغير متحمسة لفكرة إسقاط نظام الأسد. وهذا الاتجاه الذي تتبناه مصر يقوض الآمال في المملكة العربية السعودية لبناء محور سني لمنع وجود تأثير كبير لمنافستها الشيعة غير العربية إيران. وفي الواقع، تظهر القاهرة عبر دعم الأسد أن وضعها بات اليوم أقرب إلى إيران أكبر حليف للرئيس السوري.

 

وانحازت مصر إلى روسيا على الرغم من أن موسكو حظرت الخطوط الجوية التجارية إلى مصر منذ إسقاط طائرة روسية تحمل السياح في شبه جزيرة سيناء. ويلقى باللوم في الحادث الذي وقع على قنبلة وضعت على متن الطائرة من قبل فرع لجماعة الدولة الإسلامية المتطرفة. وقد تم حظر الطيران وتدمير صناعة السياحة، التي تحتاجها مصر بشدة لدعم اقتصادها.