وصف أحد المسؤولين السعوديين العلاقة بين أمريكا والسعودية بـ”الزواج الكاثوليكي، والتي لا يمكن كسرها، ومنذ أحداث 11 سبتمبر أدرك الاثنان أن زواجهما انتهى ولكنهما لم يتفقا على شروط الانفصال”.
وهناك دلائل واضحة على انخفاض دفء العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية؛ حيث إنه منذ حوالي سنتين شكك البعض في التحالف السياسي بين البلدين، ولكن وسط الانتخابات المشتعلة في أمريكا؛ فإن شن الحرب على اليمن من التحالف الدولي بقيادة السعودية أدى لموجة من الاحتجاج من قبل نواب الكونجرس ومنظمات حقوق الإنسان، والتي تريد إعادة تقييم العلاقات، وفقًا لما ذكره تقرير “فورين بوليسي”.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة لتورط السعودية بشكل رسمي في هجمات 11 سبتمبر، إلا أن التصويت جاء بأغلبية ساحقة من الكونجرس؛ لتجاوز الفيتو الرئاسي على مشروع قانون يسمح لعائلات ضحايا 11 سبتمبر لرفع دعوى ضد السعودية بتهمه التورط، ورأى البعض أن “جاستا” – وهو مشروع قانون يسمح برفع دعاوي قضائية ضد حكومات أجنبية – يقوض مبدأ الحصانة السيادية ويمثل سابقة خطيرة، والذي يمكنه أن يكون مكلفًا للولايات المتحدة.
تغيرت أشياء كثيرة في مسار العلاقات بين البلدين منذ هجمات 11 سبتمبر 2001؛ حيث اصطدمت طائرات مرسلة من تنظيم القاعدة بقيادة بن لادن السعودي في مركز التجارة العالمي، وعلى الرغم من محاولات إصلاح الكسور في العلاقات بين البلدين إلا أنها لم تعد كما قبل.
ولازال يمكن الاستفادة من التحالف بين البلدين؛ حيث إنه على الرغم من تصاعد الضغوط الاقتصادية إلا أن المملكة العربية السعودية لا زالت تصنف من الدول المستقرة في المنطقة، وكذلك تحافظ على تأثيرها القوي في سوق النفط ويمكنها حشد العالم الإسلامي خلفها.
وبالنسبة للسعودية، فإنها لم تجد بديلًا للدعم الدبلوماسي والعسكري القوي مثل الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تصرف المليارات على المعدات التي ترسلها أمريكا، ولكن الاستفادة من وجود علاقات سعودية أمريكية متباين بشكل مطرد؛ حيث أخذ البلدان مواقف متباينة في الأزمات المتعلقة بالشرق الأوسط؛ ابتداءً من تظاهرات الربيع العربي وحتى صفقة الأسلحة النووية الإيرانية.
وعلى الرغم من التهديدات السعودية لبيع المليارات من الدولارات من الأصول وإعادة النظر في العلاقات الثنائية، إلا أن مجلس النواب الأمريكي تجاهل المملكة ومرر القانون وانقلب على حق الفيتو الرئاسي بالإجماع تقريبًا.
وهذا يعد أحد الأدلة الظاهرة على انخفاض العلاقات الودية بين البلدين، ولكن تمرير مشروع قانون “جاستا” من خلال الكونجرس لا يعتبر المشكلة الحقيقية بين السعودية وأمريكا، ولكنه عكس مدى توتر العلاقات، وبالنسبة للسعودية فإن الولايات المتحدة الآن حليف لا يعتمد عليه ولا يوثق به، أما بالنسبة للولايات المتحدة فإن السعودية تشكل عامل زعزعة استقرار ولا يمكن التنبؤ بها في المنطقة.
في النهاية، هل ستبقى العلاقات السعودية الأمريكة كالزواج الكاثوليكي الذي لا يمكن كسره، كما قال أحد المسؤولين السعوديين؟