الرئيسية / أخبار / الاردن: تحت شعار صدق أو لا تصدق! السجن ثلاثة سنوات لمن يتحرش بالشمس!

الاردن: تحت شعار صدق أو لا تصدق! السجن ثلاثة سنوات لمن يتحرش بالشمس!

المهندس سليم البطاينه

في مطلع قصيدة لنزار قباني يقول فيها: في حارتنا ديك سفّاح يَنتِف ريش دجاج الحارة كل صباح! انتهى الاقتباس

لم تعد العجائب السبع تصلح اليوم! فقد ظهر في الأردن ما هو أكثر منها عجبا! وهو قانون شيطاني يسجن أي مواطن من سنة الى ثلاث سنوات! أو غرامة لا تقل عن مئة ألف دينار، ولا تزيد عن 200 ألف دينار لمن يقوم بأعمال تخزين طاقة الشمس في بطاريات لاستخدامها لغاياته الخاصة دون علم الدولة!

توصيف مخلّ! وقانون معيب، يخلو من الرحمة والإنسانية والعقلانية!

يعبّر عن فكر استبدادي مغلف بغلاف قانون! الهدف منه ترهيب الناس، وتسليط السياف على رقاب كل من يتجرأ على القيام بتخزين أشعة الشمس في بطاريات دون علم الدولة.

ما يحدث لا منطق له! ولا يمكن لعاقل ان يستوعبه، وما هو إلا استنساخ للفشل والرؤية، وعبط ليس له حدود! تجاوز حد المعقول! باعتبار الأردنيين ليسوا أكثر من ارقام ضريبية تستخدمها الحكومات متى شاءت لسداد عجز الموازنة! و للصرف على رفاهية المسؤولين، حتى بزمن الأحكام العرفية لم تكن هناك قوانين استبدادية بهذا الشكل المُرعب!

فعندما تستند الحكومات الى قوانين جائرة هي من صنعتها، وتوظف آلياتها، وتُشرّع شرعية العضلات ضد الأردنيين يبرز السؤال التالي: هل يستحق الأردنيين كل هذا؟

لن نتوقف عن ما صرخنا به سابقاً! الحكومات مازالت مصرة ان تقاسم الناس قوت يومهم! وما تبقى في جيوبهم! والنهج الجبائي حوّل الدولة إلى ما يشبه مؤسسة ربحية، ومزيد من الديون بالتأكيد سيكون بمثابة ضرائب مؤجلة على الأردنيين.

إننا نعيش زمن السخرية! ضاقت الأرض عليهم فتوجهوا الى السماء! ولم يتبقى للأردنيين إلا الهواء الذي يتنفسونه! أو المرحاض الذي يستعملوه.

مهزلة ما بعدها مهزلة! أشعة الشمس لم تعد مجانيّة بعد اليوم! وملف الطاقة لا زال يدار بطريقة الحمق واللاعقلانية! ولطالما اختزل سابقاً تركيبة الفساد في صفقاته التي تمت وفق قاعدة السرية.

الدول من حولنا تسابق الريح! ونحن عطلنا العقل، واعتمدنا الحلول السهلة بالبحث عن ما تبقى في جيوب الناس!

الحكومات تفشل عندما يندس الجهلة في صفوفها الأمامية!

فـ كم تعجبني كلمات رئيس الوزراء السابق أحمد عبيدات ( وزير من الشارع ونائب جاء بالتزوير!! )

للأسف، الأردن ما زال يعاني من :

– أزمات ضاغطة مركبة تتزايد و تتضخم دون ان يملك أحد جراءة التنبؤ! فـ ديونه تفوق حجم اقتصاده! واقتصاده محصور في شراك الهشاشة!

– ارتطام اقتصادي واختلالات هيكلية وعجز تنموي!

– ويعيش تنامي تكاليف الاقتراض الداخلي والخارجي!

في عالم اليأس نقول يئسنا، واليأس مدمر!

ما نحتاجه اليوم ليس اكثر من استدارة نحو العقل! والى فاعلين سياسيين واقتصاديين حقيقين!

لكن أين هم ؟ وكيف الوصول لهم ؟

على الخير والمحبة نلتقي.

كاتب اردني