المهندس سليم البطاينة
في مسرح الظل الذي ندور فيه ! وعلى قاعدة ما يُنجزُ في الميدان يُترجم في السياسة : هناك أسئلة عديدة تشغلُنا كأردنيين ! وكلها اسئلة برسم الأيام القادمة !
إلى أين يقودنا مشهد الأردن وفق المعطيات الراهنة ؟ وأين نحن من اللعبة الجيوسياسية الحاصلة في المنطقة حالياً ؟ ولماذا الخرائط الاسرائيلية ووعد بلفور يلاحقوننا كدولة وكيان !؟ وأي مستقبل ينتظر الأردنيين في ظل خليط ملغوم من المعلومات ، نسمع عنها لكننا لسنا متأكدين من حقيقتها ؟
مشروع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم قديم جداً ومستمر ! اليوم غزة وغدا الضفة الغربية،،، و هذا ما يؤكد وجود خطر وجودي يواجه الأردن ! مصدره إسرائيل وأمريكا على الرغم من اتفاقية السلام مع اسرائيل ومن وجود للقواعد الأمريكية على الأراضي الاردنية،،، و صُناع السياسة في الغرب ينظرون إلى المصالح الاسرائيلية بأعتبارها قضايا وجودية يجب تحقيقها ،، ولا مانع لديهم من تفتيت النطاق الجغرافي الديموغرافي المحيط بأسرائيل
قبل سنة تقريباً نشر مركز الأبحاث البريطاني Demos المختص بالأبحاث السياسية والوثائق التاريخية دراسة تقول : أن الأردن جزء من وعد بلفور تم تأجيله لأسباب ! وأن تلك البقعة الجغرافية ( شبه الصحراوية ) هي أراضٍ تاريخيّة تعود لليهود ( تمتد ما بين نهر اليرموك شمالاً إلى وادي الموجب جنوباً ! ) وعلى العرب الاعتراف العلني والصريح بالحق التاريخيّ لليهود في أراضيهم المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط
وبالمناسبة هذا ما كتبه ( لورانس ) في كتابه أرض جلعاد قبل أكثر من مائة عام
الرؤية غائبة ! أو في حدها الادنى تبرز ضيقةً،، تحمل الكثير من القصور ،، فبعد معركة غزة أصبحت إسرائيل تنظر للأردن على انه جزءٌ منها وليس وطننا للفلسطينين كما كانوا يرددون من قبل، ناهيك ان خطابنا السياسي أحياناً غير مفهوم ، لم يشكل لنا وضوحاً لفهم ما يجري من وعيد وتهديدات اسرائيلية باتجاه الأردن
مشكلتنا في ألاردن بأننا عادة ما نميل للتبسيط والاختزال أثناء الحدث عن مخططات إسرائيل وخرائطها التي تعتبر ألاردن أراضٍ يهودية ! وحجتُنا في ذلك أننا حلفاء لإمريكا ! و لا داعي للخوف!
و كل ما عملناه ليس أكثر من أعتراض بحروف باهتة اللون لم يقراءها أو يسمع عنها سوى عابر سبيل… فمنذ سنوات ونحن نشهد حالات صمت مرصودة ! ونحذر ونصرخ من خطورة المشروع الصهيوني ومكوناته وروافعه وتحالفاته وتناقضاته ! ومن أن إسرائيل دولة من غير حدود تتوسع بمرونة جغرافية! و ان طبيعة الجغرافيا والديموغرافيا السياسية القادمة تنذر بقرب تبادل الأدوار ! وتغيير طريقة الحكم في المنطقة
أمريكا لا يُرجى منها شيء ، وسياساتها مفصلة على مقاس إسرائيل ! ولها تاريخ حافل بنقض الاتفاقات ! لأنها تعتبر ان العقد الذي يشكل شريعة المتعاقدين يعكس موازين قوة في لحظة ما ! فها نراها ولأول مرة في تاريخها تنتقل سياستها من مرحلة التلميح الى مرحلة التصريح العلني المباشر
لذا لن يفاجئنا أحد سواء كانت أمريكا أو حتى بعض العرب بإن الأردن هي أراضٍ يهودية ! فأوراق اللاعبين في المنطقة باتت مكشوفة بأنتظار أعلان النتائج !
المهندس البطاينة نائب سابق في البرلمان الاردني