اتهم معهد سلام دولي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالتواطؤ في جرائم حرب ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في دعوى رفعها للمحكمة الجنائية الدولية التي سبق لها ونظرت في شكوى رفعتها جنوب إفريقيا اتهمت فيها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بارتكاب إبادة جماعية بحق أهالي غزة.
ورفع الدعوى معهد جنيف الدولي لأبحاث السلام، مؤكدا في لائحة الاتهام التي أوردها في بيان أن فون دير لاين لعبت دورا فعالا في وصول الدعم العسكري الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للجيش الإسرائيلي.
وتأتي الدعوى بينما يعيش الاتحاد الأوروبي على وقع خلافات وانقسامات بشأن الحرب في قطاع غزة وفي غمرة انعطافة مواقف لدى عددا كبير من دول التكتل كانت قد نددت بالجرائم الإسرائيلية وتعمل على دفع جهود وقف إطلاق النار في القطاع وبينها دول قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
واتهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالانحياز التام لإسرائيل، مشدّداً على أن زيارتها إلى تل أبيب أواخر العام الفائت “خلّفت تكلفة جيوسياسية باهظة لأوروبا”.جاء في بيان موقّع من قبل مجموعة من الأكاديميين و القانونيين في عدد من الدول الأوروبية أن هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن دعم فون دير لاين غير المشروط لإسرائيل على المستوى العسكري والاقتصادي والدبلوماسي والسياسي، مكّنها من ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
وأشارالبيان إلى أن المسؤولة الأوروبية لم تفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على إسرائيل وأدلت بتصريحات كثيرة تتضمن معلومات حول تقديم الدعم الدبلوماسي للدولة العبرية.
وبعد هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر من العام الماضي، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الزعماء الغربيين بدعمه لضمان حرية التصرف في ردها على هجمات حماس.
وأدت رئيسة المفوضية الأوروبية زيارة تضامنية إلى تل أبيب في اليوم السادس للهجمات العنيفة على غزة وعبّرت عن “دعم الاتحاد الأوروبي غير المشروطلاسرائيل ولم تتطرق خلال اتصالاتها مع المسؤولين الإسرائيليين إلى تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني بسبب استهداف المدنيين والبنية التحتية.
وتخوض فون دير لاين للمرة الثانية انتخابات البرلمان الأوروبي التي تنتظم بعد أسبوعين من الآن، إذ اختارها حزب “فورزا إيطاليا” أحد الأحزاب التي تشكل تحالف يمين الوسط في الاتحاد الأوروبي، كمرشح رئيسي للانتخابات الأوروبية.
ويرى مراقبون أن حرص رئيسة المفوضية الأوروبية على أن تقدم نفسها على أنها اليد الآمنة القادرة على قيادة الاتحاد الأوروبي في الأوقات المضطربة، لا يخفي أن حملتها لإعادة انتخابها لن تكون سهلة بل تتطلب تحقيق توازنات دقيقة، كما أنها تحتاج إلى دعم زعماء جميع دول الاتحاد وأغلبية أعضاء البرلمان الاوروبي الجديد.
وتعرضت المسؤولة الأوروبية لانتقادات من قبل بعض الدول الأعضاء ودبلوماسيي التكتل الأوروبي، بسبب دعمها غير المشروط للعدوان الإسرائيلي، إذ كتب موظفو الاتحاد رسالة مشتركة في 20 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي، يدعون فيها فون دير لاين إلى الدعوة لوقف إطلاق النار وحماية حياة المدنيين بدلاً من دعم إسرائيل دون قيد أو شرط.
وفي فبراير الماضي، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن فون دير لاين بزيارتها إسرائيل أواخر 2023 إنها “لا تمثل إلا نفسها من حيث السياسة الدولية، مشيرا إلى أنها “خلفت تكلفة جيوسياسية باهظة بالنسبة إلى أوروبا”.
وبحسب بيانات فلسطينية وأممية، فقد خلفت الحرب على قطاع عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، كما تسببت بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.