الرئيسية / أخبار / لقاء حركتي فتح وحماس لبحث ملف المصالحة في بكين

لقاء حركتي فتح وحماس لبحث ملف المصالحة في بكين

تلتقي حركتي فتح وحماس اليوم في الصين لبحث ملف المصالحة برعاية صينية. ويرأس وفد حماس عضو المكتب السياسي في الحركة موسى أبو مرزوق فيما يرأس وفد حركة فتح عزام الأحمد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون “قبل لقاء الوفدين ان الصين تدعم تقوية السلطة الوطنية الفلسطينية، وندعم كل الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة، وزيادة التضامن عبر الحوار والتشاور”.

ولم يعد عنوان “المصالحة” للقاء بين فتح وحماس جذابا للرأي العام الفلسطيني والمتابعين للملف، اذ ان محطات اللقاء للمصالحة تعددت وتنقلت بين العواصم ولم تسفر الا عن بيانات توافقية عامة، لم تأخذ طريقها للتنفيذ او تحدث اختراقا يغير في المشهد الجامد.

وهنا يطرح السؤال هل تنجح الصين فيما اخفق به الاخرون؟

لا تملك الصين النفوذ داخل الساحة الفلسطينية الذي تميزت به دول عديدة عربية وغير عربية استضافت جولات المصالحة عبر السنوات الماضية. وأثبتت تلك الجولات ان المباحثات وان وصلت الى توافق واتفاق فان تلك البنود تبقى حبرا على ورق لا تنفذ. لكن بالمقابل دخول الصين كقطب عالمي على الملف الفلسطيني من بوابة التوافق الوطني وفي هذا الظرف الذي تنحاز فيه الولايات المتحدة بشكل مطلق الى جانب إسرائيل في حرب الإبادة على غزة، يعد تطورا إيجابيا يصب في صالح الشعب الفلسطيني، كما ان استضافة الصين بعد روسيا لحركة حماس يقوض المساعي الإسرائيلية والأمريكية في تجريم الحركة ووضعها في مربع الحركات الإرهابية الغير شرعية. فقد حصدت حماس اعتراف الصين وروسيا وتركيا وايران ودول عديدة خارج فلك الدول الغربية باعتبارها حركة تحرر وطني تسعى لتقرير مصير شعبها.

وتعتبر هذ الزيارة الأولى لحركة حماس الى بكين منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر العام الماضي. و وكان اجتمع الدبلوماسي الصيني وانغ كيجيان برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قطر الشهر الماضي، بحسب وزارة الخارجية الصينية.

وفي العشرين من الشهر الجاري دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى منح فلسطين العضوية الكاملة والفورية في الأمم المتحدة من أجل “تصحيح الظلم التاريخي”، مؤكدا أن ذلك ينبغي أن يكون شرطا مسبقا لمشاركة الفلسطينيين في المفاوضات مع إسرائيل.

 وقال وانغ يي إن المجتمع الدولي يشعر “باستياء وخيبة أمل عميقين تجاه الولايات المتحدة على خلفية استخدامها للفيتو لحرمان فلسطين من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”. وأكد وانغ أهمية تحرك الولايات المتحدة لإظهار دعمها المزعوم لحل الدولتين.

 كما استخدمت الصين الى جانب وروسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لإدانة حماس على خلفية هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 وشهد النفوذ الصيني تزايدا في السنوات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، وتم النظر اليه باعتباره عامل توازن في وجه الهينة الامريكية التي تقع اغلب دول المنطقة تحت هيمنتها، وبرز دور الصين بشكل قوي في انجاز المصالحة التاريخية بين السعودية وايران في اذار مارس العام الماضي، وهو ما مثل صفعة للسياسات الامريكية و لإسرائيل التي كانت تبذل جهودا لالحاق السعودية بمعسكر التطبيع العربي. لكن بعد احداث السابع من أكتوبر العام الماضي، وحرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة، ظهرت الصين وكأنها خارج الملعب تماما في المنطقة، وتقدمت الدول الغربية وعلى اسها الولايات المتحد لتحتكر المشهد بصورة الداعم المطلق لإسرائيل. وهذا طرح أسئلة حول جدية الحديث عن الدور الصيني الواعد والمأمول في المنطقة.

 لا يمكن توقع الكثير من الرعاية الصينية لاجتماع المصالحة بين فتح وحماس، لن تكون بكين استثناء، عن باقي العواصم والرعايات السابقة. والانقسام الفلسطيني ضمن اطار الاحتلال ونفوذ واشنطن اثبت انه اعقد من جولة محادثات او اتفاق مكتوب او بيان توافقي. لكن يعول على الصين وروسيا ودول أخرى في العالم إيجاد نوع من التوازن على المسرح الدولي في ظل خرق إسرائيل مع الولايات المتحدة كل معايير النظم الدولي والقيم الإنسانية والقوانين الدولية. ومحاولة شيطنة المقاومة الفلسطينية، وإلغاء حقها في النضال المشروع للدفاع عن شعبها وتحرير ارضها.