تستضيف الرياض نهاية الأسبوع الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة مسؤولين عرب وأوروبيين، بينما من المرتقب أن تعقد على هامش المنتدى لقاءات أخرى محورها الحرب في غزة، وفق ما ذكرت الجمعة مصادر دبلوماسية.
وكانت السعودية قد نددت مرارا باستمرار العدوان على غزة ودعت لوقف فوري لإطلاق النار وإلى العمل أكثر على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع المدمر، بينما عطلت الحرب مسارا ترعاه واشنطن لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وتطرح المملكة عدة شروط للانخراط في تطبيع دبلوماسي مع إسرائيل تشمل مبدأ حل الدولتين.
ويُتوقع أن يبدأ الأحد الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يمتدّ على يومين ويُظهر جدول أعماله الرسمي مشاركة وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر وتركيا.
ومن المقرر أن تعقد الاثنين جلسة تتمحور حول حرب غزة على أن يشارك فيها رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد مصطفى ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومنسّقة الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية في غزة سيغريد كاغ.
وسيكون وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه من بين المسؤولين الأوروبيين الذين يزورون الرياض خلال المنتدى لعقد محادثات بشأن الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر الماضي بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال مصدر دبلوماسي الجمعة إنه “من المقرر عقد محادثات في الرياض مع نظراء سيجورنيه الأوروبيين والأميركي أنتوني بلينكن والإقليميين بشأن غزة والوضع الإقليمي”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في مؤتمر صحافي أسبوعي الجمعة، إن “الوزير سيزور لبنان السبت والأحد، ثمّ السعودية في بداية الأسبوع المقبل، وبعدها إسرائيل والأراضي الفلسطينية”.
وبحسب المتحدث، هناك عدة أهداف لرحلة سيجورنيه هي العمل على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، و”التشديد مرة جديدة للإسرائيليين على معارضتنا الصارمة لهجوم على رفح”.
وتصل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاثنين للقاء مسؤولين بمن فيهم كاغ ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وفق ما أفاد متحدث باسم الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر.
وقال فيشر في مؤتمر صحافي في برلين الجمعة “ستتضمن الزيارة العمل على العديد من النقاط الشائكة المختلفة للأزمة في الشرق الأوسط وخفض التصعيد وإحراز تقدم نحو مستقبل سلمي”، مضيفا “كما تعلمون جميعا، فإن لدول الخليج أيضا دور مهم تلعبه هنا”.
وتقود قطر التي تستضيف مكتبا سياسيا لحماس منذ 2012 بمباركة واشنطن، جهود وساطة مع مصر والولايات المتحدة، للتوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في القطاع مقابل تحرير أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لكن المفاوضات متعثّرة راهنا.
ولم تعترف السعودية بإسرائيل، لكن قبل اندلاع حرب غزة كانت الإدارة الأميركية تأمل في التوصل إلى اتفاق تطبيع بين المملكة والدولة العبرية، يتضمّن أيضا تعزيز الشراكة الأمنية بين واشنطن والرياض.
واندلعت الحرب في غزّة في السابع من أكتوبر الماضي بعد هجوم شنّته حماس على الأراضي الإسرائيليّة وأسفر عن مقتل 1170 شخصا، غالبيّتهم مدنيّون، وفق بيانات رسميّة إسرائيليّة.
وخُطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، ويعتقد أن 34 منهم قُتلوا، وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وردا على ذلك، توعدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس وتشنّ عمليات قصف وهجوم بري واسع على قطاع غزة ما أدى إلى مقتل أكثر من 34 ألف شخص معظمهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.