د. بسام الهلول
قالها (النتن- ياهو)
للمحيط السياسي العربي ( اسكتوا ولا حدا ينبس ببنت شفه)..جرت العادة ان نحاول تفسير جملة ما في معاجمنا من حيث ما تدل عليه الكلمة او المصطلح معجميا عندما تكن فصيحة اي انها جرت على لسان العرب ولكن يقفز السؤال هنا ما ترجمة (الدارج او العامية منها فيما جرى على السنة العموم ؟ نقول الكلمة كائن حي لها انفاسها وجرسها ووقعها وايقاعها فكأنما قالها والحال منه كما تقول لاحد منهم عندما يشتط بك الغضب ولا يعجبك مقاله او حاله( انخم ولا تفتح ثمك بشيء ) فهي صدرت منه على سبيل التوبيخ والتقريع الامر الذي يطرح اشكالية ما هو معروف عند اللسانيين المحدثين منزلة النص في المنظومة الفكرية والاجتماعية بحيث تصلح درسا لطلبة النحو والصرف في الدرس الجامعي حيث يأخذ الملفوظ حيزا في الفضاء ويستقل بوجوده فيخترق الأعصار والأمصار مما يؤهله ان يكون مفردة في الدرس اللساني حيث تحط بنا رحلها مفتتحة ( ثنائية الدال والمدلول) وما يتصل بها من او توالدمنها ( علم العلامات) ( Semiotique ) فالجملة( انخم او سكر ثمك) او( اخرسوا جميعا) نظريا هنا نوعان: جملة نظام ) System sentence وهو شكل الجملة المجردة التي يتوالد منها جميع الجمل الممكنة في المقام والجملة النصية المنجزة في المقام كما قرأته عند( الأزهر زناد في كتابه( نسيج النص) ، مما يطرح او يتوالد منها( انخموا) مجموعة من الازمنة العربية السياسية منها( الزمن المعطى الأولي) الذي يغمر كامل ( الخطاب الاسرائيلي) الراجع إلى طبيعة( الانا التلمودية) حيال( الميلاد الوعر) الذي كشف ما عتق في جرارهم العتيقة حيث نذر هذا الميلاد جاء فارقة بين زمنين حيث تنطفيء الأصوات وتنوء الحروف في مزمار داوود كما وقف بالأمس ( البوريك البرتغالي) حيث باركه البابا الكسندر السادس بالانتقام من العرب( Moors).. حيث واجبهم نحو الله إذا انتزعنا ( ملقا) من العرب فإن القاهرة ومكة ستدمران رغم سكوتية الشرق في أشعارهم وانه مستقرأ روحيا إلا انهم يتوجسون منه خيفة مما يعزز بل يديم وعيا إمبرياليا ظاهرة مصطلحاتهم( حيوانات بشرية)متخلفون، عدائيا، محكوما بالعاطفة اكثر من العقل، ميال إلى الضعف، والخطأ، والقدرية. ولا زال العقل المتكلس نحونا إلا انه لم يثنيهم عن محاولتهم ضبط بدائيتنا و عدائيتنا من خلال برنامج مصلحي امبريالي واداته( الكيان فرط القذارة) الكيان التلمودي وذلك بان نكون( حفرة امتصاصية) لمنتجاتهم ومحلا رحبا لمتخيلهم الشعري يكسبهم متعة في التمرين والتدريب مما يوقفنا على مفردات( انخموا…) او( اخرسوا..) على انها مطابقة تماما للتلفظ ومطابقة للتفكيك مما جعلها مطابقة للزمن الكرونولوجي غير محايدة تناسل منها اي من صيغ( الامر) مع التوبيخ (اسكتوا) نوعان من الازمنة : الزمن الاشاري والزمن الإحالي مما ندرك معه مفاصل الزمن السياسي العربي والذي احالت جملة نتن. ياهو اليه
ان ما قمت به ونهضت به مقالتي ما يوصف ( بالتحيين) لجملة( اسكتوا…) هو مطلب إجرائي اخذ فيها وجودنا معنى الحاضر من عالمنا العربي السياسي الامر الذي طرح من المقاومة الرغبة في الوجود بما هو تعبير عن كينونتنا بل وبلغ أقصى مداه ( استشكال يحول مسألة او مفهوما او اطروحة تمثله( الاستكانة والخنوع حيال ( انخموا…) فجاءت ( غزّة) لتحوله الى افق( هرمينوطيقيا) لبناء اسئلة ما كان الزمن العربي بقادر ان يتحاوز( انخموا) وبما اعادته ( المقاومة) لا بوصفنا ( ماهية) وانما بوصفنا حال او نمط للوجود في وجه هجمة( التلمود)
لعمري ان كلمة النتن (اسكتوا) أي ( انخموا)..جعلني هذا الملفوظ نسيج نص مستهله على بوابة سؤال في الالسنية الحديثة فيما يكون به( الملفوظ نصا.
الدكتور الهلول كاتب ومفكر أردني