د. بسام الهلول
في رسالة الىكم جوابا لااملك الا ان اكون مقابسا بين يدي فصاحة وبيان خطابكم ، فلعل ما تركه جبران من اثر سعفة لي من عجزي وهي علائم و( صوىً) لمن اعطوا الدبر لقتلة الاطفال والانبياء
قالت: نحن امة تبعث من رقادها وكالفنيق ينهض من بين رماد احتراقه.
لايضرنا من خاننا ونكص على عقبيه ولايضرنا جرح بنو الاخياف وبنو العلات من قومنا وأدعياء العروبة ولمن اعطوا الادبار لعدو مارق ولكل من ولغ بدم الاصفياء وكانت لقمته مغمسة بدم الاخوان ولكل عارضة ازياء سرقتها من دم يتيمة ومسكينة وفقيرة وللذين يمارس فيهم عدوهم ( السفاد)وللذين لانحفظ من اسمائهم وكناهم الا الاسم الاول والثاني ومابينهما لانعلمه والى اي شجرة ينتسبون؟والى كل من تتيه خيلاء امام ناظر المحرومات والمهمشات…وهن يعلمن انها من دمائهن وعرق جباه ابائهن المكدودة تعبا والصابرات المتربصات ساعة انتقام . شعارنا نحن نسوة غزّة( ماتروح دينتن وراها مطالب )
: ” نحن أمة تحتضر ولا تموت ، قد أحتضرت الف مرة ومرة ولم تمت ، وستحتضر الف مرة ومرة وتظل حية نحن امة تغلب وتخضع في ظاهرها ، ولكنها تبقى ظافرة في طويتها ، نحن الأقوياء بضعفنا ، المنتصرون بإنكسارنا ، نحن الذين نأكل قلوبنا طعاما ونشرب دموعنا حساء غير أننا لا نلوي أعناقنا ولا نحول وجوهنا عن الكواكب .
نحن عقدة لم تحلها الأيام وستبقى غير محلولة ، نحن باب ضاعت مفاتيحه وسنظل بابا موصدا يحجب وراء مصراعيه أسرار الأزمنة الغابرة واسرار الأزمنة الآتية ، نحن نندب وفي ندبنا همس الحياة ، وغيرنا يهلل وفي تهاليله تأوه الموت ..
نحن صرخة تخترق غلاف الأثير ، أما سوانا فضوضاء تزعج الهواء ، تقلق الأزقة والشوارع .
نحن أغنية قديمة ترددها الذكرى كل صباح وكل مساء ، أما غيرنا فلغط في لجة ولفظ في هاوية
نحن جبل راسخ مقيم ، أما سوانا فاشباح تأتي مع الظلام وتضمحل بإضمحلال الظلام ..
نحن أمة قوية بضعفها ، جليلة بأضمارها ، تتكلم وهي صامتة وتعطي من فاقة وخصاصة ، نحن حمل الجمال وصبرها ، أما عدونا فينظر إلينا من شاهق ثم يهبط ويقبض علينا بمخالبه وينهش أجسادنا بمنقاره مستطيبا طعمنا ، ولكنه لا يستطيع ابتلاعنا ولن يستطيع ابتلاعنا .
نحن نسكن على ملتقى الطرق ، فما مر بنا فاتح إلا وغرس السيوف في حدائقنا والرماح في حقولنا متوهما أنها ستنبت غارا يكلل بها رأسه ، ولكنها لا تنبت سوى الشوك في الجنب والحسك في الحلق
تقولون أننا فقراء محتاجون، . نعم ،
نحن فقراء لأننا لم نتعلم السرقة وفنون الإحتيال والغزو والنهب ، فلم نحصد قط سوى ما زرعنا ولم نلبس سوى ما غزلنا ..
نحن قوم نبتسم لمن يضحك لنا ولكننا لا نضحك معه ، نحن قوم نتقلد ضيوفنا والوفود المبعوثة إلينا ، ولكننا لا نلبث أن نعود إلى ما بنا عندما يرحلون عنا ، ونحن قوم في جلودنا لين ونعومة ، أما عظامنا فكثيفة كعروق السنديان ، ونحن قوم نلبس للحرب حالة لبوسها أما قلوبنا فتظل في مأمن من الأطوار والتطور ، واذا صعدت ارواحنا فتظل في جوار الله ” .وكالفنيق يبعث من بين رماد احتراقه
د. الهلول كاتب مفكر اردني