الرئيسية / أخبار / لم تؤخذ في الحسبان.. إسرائيل تقر بتلقي إشارات قبل هجوم طوفان الأقصى

لم تؤخذ في الحسبان.. إسرائيل تقر بتلقي إشارات قبل هجوم طوفان الأقصى

اعترف الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى، بأنه كانت توجد “مؤشرات ميدانية” قبل ساعات من هجوم حركة “حماس” على مستوطنات غلاف غزة، لكنها لم تكن “معلومات ملموسة ولم تؤخذ في الحسبان”، لافتا إلى أنه سيتم إجراء تحقيق في الأمر.

وقال متحدث الجيش الإسرائيلي دانيئيل هغاري، في تصريح لقناة “12” العبرية (خاصة) الخميس: “في الليلة التي سبقت هجوم حماس المفاجئ، تلقينا إشارات استخبارية أولى، لكن الجيش لم يفهم أنها كانت استعدادات لهجوم بهذا الحجم”.

وجاء ذلك بمعرض تقييمه للانتقادات المتعلقة بوجود ضعف أمني خلال هجمات “طوفان الأقصى” التي شنتها الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

وتابع هغاري: “أُبلغنا في الليلة التي سبقت الهجوم بوجود مؤشرات على نشاط لحماس على السياج.. لكنها لم تكن معلومات ملموسة.. وقوات الأمن قررت مواصلة تقييم الوضع في الصباح”.

وأردف: “سيحقق الجيش بشكل أكثر دقة في العلامات التي ظهرت في الساعات السابقة.. كانت هناك تقارير عن تحركات للقوات، لكن لم يتم فهم أنه كان هجوما كبيرا”.

بدورها، نقلت القناة “12”، عن مصادر عليا، إنه كانت هناك مؤشرات على احتمال حدوث أمر ما عشية هجوم حماس، لكنها لم تؤخذ بالحسبان.

وأكدت قيام الجيش الإسرائيلي باستعدادات تحسبا لهجوم محتمل من الشمال على الحدود مع الأراضي اللبنانية التي ينشط فيها “حزب الله”، وليس من الجنوب، حيث تقع فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة.

يشار إلى أن هجوم “حماس” الشامل برا وبحرا وجوا، باغت إسرائيل، وأثار صدمة واتهامات لأجهزتها الاستخباراتية بالفشل في توفير معلومات مسبقة عن هجوم ربما استغرق الإعداد له شهور أكثر، حسب تقديرات إعلامية.

أما صحيفة “هاآرتس” العبرية، فذكرت في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، فكشفت في الليلة التي سبقت هجوم حماس، أن تراكم الإشارات أو أجزاء من المعلومات بعض القلق، لافتة إلى إجراء مشاورتين هاتفيتين خلال الليل بين المنطقة الجنوبية لجهاز الأمن العام الشاباك، وهيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، وقسم العمليات والقيادة الجنوبية بعلم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتزل هاليفي.

وتابعت: “أجريت كذلك مشاورة منفصلة في الشاباك مع رئيس الجهاز رونين بار”.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها القول إنه “كان هناك توتر كبير في الأمر، ففي الشاباك قيل إن المعلومات تتعلق بتمرين”.

وأضافت: “شارك فيلق الاستخبارات هذا التقييم، ولم يوص بأي زيادة في حالة التأهب، وكان هذا هو الحال في المشاورتين اللتين جرتا في غضون بضع ساعات”.

وتابعت: “بناء على توصية الشاباك وبموافقة عسكرية على أعلى المستويات، لم يتم اتخاذ أي خطوة”.

وتسرد الصحيفة، تفاصيل المشاورات بالقول إن الشاباك اعتبر العلامات “إشارات ضعيفة لا يمكن استخلاص معلومات كافية منها عن النشاط في المستقبل القريب”.

ومع ذلك، والحديث لـ”هاآرتس”، فقد كان هناك “قلق” بشأن عملية اختطاف معزولة في الشاباك، وأرسلت فرقة عمليات صغيرة إلى الجنوب، دون اتخاذ أية خطوات أخرى، وتقرر الانتظار حتى الصباح.

بحلول ذلك الوقت كان قد فات، حيث شاركت فرقة الشاباك التي توجهت جنوبا، في القتال في كيبوتز بالقرب من حدود غزة في وقت لاحق من السبت، حيث أصيب أحد أعضائها.

وتشير الصحيفة إلى أن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فوجئت بما بدا وكأنه تسريب منسق من قبل مصدر سياسي لمراسلين سياسيين فيما يتعلق بالفشل الاستخباراتي الذي سبق الهجوم الإرهابي”.

وقالت مصادر أمنية للصحيفة، إنه ليس من قبيل الصدفة أنه بعد وقت قصير من تصريح رئيس الأركان للجمهور بتحمله المسؤولية عن الفشل الذريع، كان هناك منشغل بالفعل في تقديم إحاطة مفصلة حول إخفاقات الجيش الإسرائيلي والشاباك.

وتذكر المؤسسة الأمنية أنه في الأشهر التي سبقت الحرب، حذر جميع رؤساء الأجهزة الأمنية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من احتمال وقوع كارثة في ظل الأزمة الداخلية المحيطة بإصرار نتنياهو على تمرير تشريع تعديلات القضاء.

وذكرت المصادر أن رئيس الوزراء تجاهل كافة المناشدات، بما في ذلك التحذير المباشر من رئيس الأركان بشأن توقع المساس بلياقة كافة الوحدات العسكرية، والقوات الجوية بشكل خاص، من جراء الخطوات الانقلابية.

وقال مكتب نتنياهو الخميس، إنه “تم إعلامه فقط الساعة 6:29 صباحا مع اندلاع القتال، وليس قبل ذلك”.

ووفق المكتب، فقد غادر نتنياهو على الفور إلى مقر قيادة الجيش الإسرائيلي، وأجرى تقييما للوضع وعقد اجتماعا لمجلس الوزراء.

وفجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

وحتى الخميس، قُتل 1300 إسرائيلي في الهجمات على مستوطنات غلاف غزة، بحسب هيئة البث الحكومية، قبل أن تأسر نحو 150 آخرين داخل القطاع.

وتواصل المقاتلات الحربية الإسرائيلية في المقابل شن غارات على مناطق متفرقة من غزة؛ ما أدى إلى دمار هائل في البنية التحتية المدنية ونزوح نحو 339 ألف شخص.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 1537 مواطناً وإصابة 6612 آخرين منذ بدء العدوان الإسرائيلي وحتى مساء الخميس.

وأكدت “حماس” أنها لن تتفاوض بشأن مصير الأسرى طالما تواصل إسرائيل شن حربها على غزة، عبر عملية “السيوف الحديدية”، وترغب الحركة في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

ويعيش في غزة أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.