تحدث رئيس الوزراء العراقي الدكتور مصطفى الكاظمي و بعد عدة لقاءات بين الاردن ومصر وبعض المسؤولين العراقيين وبعد تأجيل اجندة القمة الثلاثية بين الاردن ومصر والعراق عن مشروع جديد تحت عنوان التكامل الاقتصادي اطلق عليه اسم اسما سياسيا وهو “مشروع المشرق الجديد”.
وصدرت تصريحات الكاظمي حول ما اسماه بمشروع المشرق الجديد للتعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق ومصر والاردن بعد اسابيع من الحوارات و بعد تأجيل قمة ثلاثية كان يفترض ان تعقد بسبب الوضع في قناة السويس.
ولم تشرح الاوساط السياسية العراقية الاسباب التي دفعت الكاظمي لإطلاق تسمية سياسية الطابع بعنوان المشرق الجديد على حزمة مشاريع التكامل الاقتصادي والحدودي والتجاري و تبادل تجاري كانت قد اقترحها عمان على البلدين منذ عامين .
لكن من الواضح ان الكاظمي يسعى لإفراز اكبر كمية ممكنة من الاهتمام والانشغال بمضمون سياسي لهذا المشروع وسط مخاوف دبلوماسية في مصر والاردن من ان يؤدي الحديث عن مشروع المشرق الجديد بالمدلول السياسي الى استفزاز عدة اطراف في الاقليم والمنطقة يبدو ان كل الاتصالات الثلاثية كانت تستثنيها او لم تكن على طاوله الحوار حولها وتحديدا دول حليفة لمصر مثل المملكة العربية السعودية ودوله الامارات ومنظومه النادي الخليج .
بكل الاحوال على نحو مفاجئ وبعد سلسلة طويلة من الاتصالات بين الاردن ومصر واحيانا بينهما وبين العراق اختار الكاظمي هذا الاسم الذي نتوقع او يتوقع ان يثير الجدل لاحقا.
الاردن كان ومنذ عامين قد اقترح توقيع سلسلة اتفاقيات وبروتوكولات بين الدول الثلاثة على اساس تجاري وحدودي واقتصادي فقط وتقصد الاردن بوضوح طوال الوقت اطلاق تسميات سياسية او وضع بصمات سياسية ذات بعد اقليمي على البروتوكولات التي يقترحها في السياق.
لكن الكاظمي اعتبر في شروحات صدرت عنه مساء الجمعة بان طرح مبدا او مشروع المشرق الجديد للتعاون والتكامل الاقتصادي اعقب مجموعه لقاءات سبقت ذلك حيث ان قمة ثلاثية مرتقبة في بغداد في الطريق معتبرا في شروحاته بان الاقتصاد يقرب وجهات النظر لأنه يمثل مصالح الشعوب متحدثا عن نواة مشروع التكامل والقمة الثلاثية و عناصر نجاح متوفرة مثل الجغرافيا والثروات و العنصر البشري .
ومعتبرا ان فرص النجاح قوية وموجودة وان المشرق الجديد يمكن ان تشكل نواته البلدان الثلاثة .
وقال الكاظمي بان السياسة ادخلت العراق في دوامات سنين طويلة مضيفا عندما تكون هناك مصالح اقتصاديه هي العنصر الرئيسي في استراتيجية التعاون تقل المشاكل.
وحتى اللحظة التي اعلن فيها الكاظمي عن التطور السياسي الجديد لم تبرز الاسباب والخلفيات والدوافع خصوصا وان بغداد تحاول تغيير افادتها بخصوص مشروع التكامل الثلاثي الاقتصادي الاردني بشكل خاص قبيل الساعات من لقاء قمة ثلاثية بحضور الملك عبد الله الثاني و الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن المرجح ان التكتل في بعده السياسي والاقتصادي الجديد يحاول الرد ضمنيا على تجاهل بعض دول الخليج للمصالح الاردنية والمصرية بشكل خاص.
وهو تكتل بالتأكيد وبصورة مرجحة يسعى للولادة تحت العنوان الاقتصادي تجنبا للإثارة الناتجة عن الضجيج السياسي وفي ظروف معقدة للغاية وفي ظل خلافات لا يعرفها الجميع سواء بين الاردن والسعودية او بين مصر والسعودية او بين حتى مصر ودولة الامارات.
حماس الكاظمي المفاجئ كان قد تبدل في هذا السياق فقد نقل مسؤولون اردنيون قابلوه عده مرات مؤخرا عنه القول بانه يرى بالتكامل الاقتصادي امكانية للنجاح مع الاردن في الاطار الثنائي اكثر من الاطار الثلاثي معتبرا ان العلاقات الاجتماعية والاسرية والجغرافية والحدودية بين بلاده وبين الاردن اقوى من تلك بينها وبين مصر مما يعني بان ظروفا واعتبارات متعددة دفعت الكاظمي الذي واجه بطبيعة الحال مشكلة داخلية مستعصية و يتعرض لقصف سياسي مكثف من قبل التيارات الموالية لايران في معادلة القرار العراقية مما دفعه لإعادة تنميط الاطار التكاملي الاقتصادي بلغه سياسية ان جاز التعبير.