كمال خلف:
الأنباء أمس تتحدث عن وساطة يقوم بها رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال زيارته إلى الرياض بين الأخيرة وإيران ، لكن ما من شيء معلن حتى الآن حول تفاصيل هذه الوساطة سوى أنها تدعو الطرفين إلى إجراء حوار في بغداد . وهذا ما أثار علامات استفهام حول طبيعة هذه الوساطة وتوقيتها ، وماهي الأسس والأفكار التي تقوم عليها . وهل فعلا هي مبادرة من رأس السيد عبد المهدي . أم أنه حمل في حقيبته طرحا من الجانب الإيراني على القيادة السعودية أو حمل جوابا من طهران على طروحات سعودية سابقه . مصادر مقربة من السيد عادل عبد المهدي في بغداد أفادت صحيفتنا أن المبادرة من جعبة السيد عبد المهدي ، وأنه إثر المبادرة وهو يأمل أن يلعب دورا في هذا الإطار ، لتخفيف حدة التوتر في المنطقة .
المؤكد أن رئيس الوزراء العراقي حصل على موافقة طهران بخصوص مبادرته ، وإذا كانت مبادرة العراق تقوم على عقد طاولة حوار بين ايران والسعودية في بغداد فقط كما قالت المصادر العراقية ، فهذا يعني أن إيران وافقت على ذلك . الا أن ما يحمله عبد المهدي لابد أن يكون أشمل من طرح بسيط للقاء في بغداد ، ولابد أن ثمة أفكار محددة طرحها الرجل في مبادرته ، وهي طي الكتمان حتى الآن .
ما يعكس أن مبادرة عبد المهدي أبعد من دعوة لعقد حوار كما جاء في الاعلان ، هو الاجتماعات التي عقدها خلال الزيارة التي لم تستغرق سوى ساعات . حيث اجتماع مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ومن ثم عقد اجتماعا آخر مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان . كما أن الزيارة كما بدت جاءت على عجل حيث لم يعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية عن الزيارة إلا قبل ساعات من حصولها .
السيد” بهاء الاعرجي” نائب رئيس الوزراء العراقي السابق كشف في تغريدة على حسابه في تويتر أن هذه الزيارة تمت بناءا على مطلب دول إقليمية لفرض التهدئة دون أن يسمي تلك الدول . وفي هذا السياق كشف رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان ” أن السعودية والولايات المتحدة طلبا منه بشكل منفصل أن يتوسط لخفض التصعيد مع إيران .
و توجه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أمس الأربعاء إلى السعودية في زيارة رسمية . وتأتي هذه الزيارة بعد ستة أشهر من أخرى مماثلة إلى السعودية قيل حينها ان السيد عبد المهدي حمل رسائل من طهران إلى الرياض .
وحسب بعض المصادر المطلعة في بغداد فإن عبد المهدي شدد في الرياض على نفي المزاعم التي تتحدث عن انطلاق الطائرات المسيرة التي استهدفت أرامكو قبل أيام من الأراضي العراقية .