نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تقريرا أعدته روث مايكلصن قالت فيه إن مصير القيادي الفلسطيني المعتقل مروان البرغوثي قد يكون بين يدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فالرجل الذي يعتبره الكثير من الفلسطينيين وريثا لياسر عرفات، معتقل في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من عقدين، حيث عذب واحتجز في سجن انفرادي، والآن يفكر الرئيس دونالد ترامب بأن الوقت قد حان للإفراج عن البرغوثي. ووسط مزاعمه بأن فجرا جديدا قد انبعث في الشرق الأوسط، أخبر مجلة “تايم” الأمريكية بأنه ناقش الإفراج عن البرغوثي مع مساعديه في البيت الأبيض. وقال: “واجهت حرفيا السؤال لمدة 15 دقيقة” و”سأتخذ قراري”.
وسواء قرر ترامب المضي في الإفراج عن البرغوثي أم لا، فهو سجين منذ عام 2004 وأصدرت عليه إسرائيل حكم السجن بالمؤبد. وينظر إليه الكثيرون بأنه رمز موحد لهم ولديه السلطة لتوحيد وحل الخلافات بين فتح التي ينتمي إليها وحركة حماس وكذا الشعب الفلسطيني الذي شهد خيبة أمل من الساسة الذين وعدوه بالسلام والاستقرار ولم يقدموا له إلا القليل. وبعد أشهر من المطالب بالإفراج عنه من حماس، حيث كان اسمه على قائمة المطلوب الإفراج عنهم في صفقة التبادل الأخيرة، قبل أن يشطب.
ينظر الكثيرون إلى البرغوثي بأنه رمز موحد لهم ولديه السلطة لتوحيد وحل الخلافات بين فتح التي ينتمي إليها وحركة حماس
ومع ذلك يقول الرجل الذي اعتقل البرغوثي إن الوقت قد حان للإفراج عنه. ونقلت “أوبزيرفر” عن عميل شين بيت كونين بن إيتسحاق بأن السلطات الإسرائيلية ليس لديها أي مبرر إلا التدخل السياسي للإبقاء على البرغوثي في السجن، مشيرا إلى أن آخرين اتهموا بارتكاب أعمال أسوأ من تلك الموجهة للبرغوثي أفرج عنهم. وقال: “علينا ألا نكون منافقين هنا: على المجرمين دفع الثمن، وهنا البعض لا يصدق أن البرغوثي قتل خمسة إسرائيليين ولكننا أفرجنا عن أشخاص ارتكبوا الأسوأ، ولو لم يفرجوا عنه، عليهم تقديم سبب جيد لماذا لا يريدون إطلاق سراحه”.
وفي تقرير أعدته كاثرين فيليب لصحيفة “التايمز” قالت إن البرغوثي الذي يطلق عليه “نيلسون مانديلا فلسطين” معتقل منذ عام 2002، ورفض الاعتراف بشرعية المحكمة التي أصدرت عليه أحكاما بالمؤبد عام 2004، وتم تبرئة ساحته من 21 تهمة نظرا لعدم وجود الأدلة. وأشارت للزيارة التي قام بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لزنزانة البرغوثي وهدده في فيديو مصور بالقتل، والإعدام على الكرسي المتحرك. ورد البرغوثي، 66 عاما، والذي يتحدث العبرية بطلاقة: “أرى الكثير من الشيب في شعرك وأتوقع نضجا”. وكانت محاولة من بن غفير لإهانة رجل ظل على رأس قوائم مبادلة الأسرى، بما فيه التبادل الأخير، حيث عرض مبعوث ترامب، ستيفن ويتكوف، إمكانية الإفراج عنه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث رفض الأخير الطلب.
ونظرا لمخاوف عائلته على حياته، فإنها ضاعفت من الجهود الدولية للتأكد من الإفراج عنه، في حملة تشبه تلك التي أدت لخروج زعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا من السجن. ونقلت الصحيفة عن نجل البرغوثي، عرب قوله: “نظر أعداء نيلسون مانديلا إليه كإرهابي، لكنه قاد جنوب أفريقيا إلى السلام والحرية”.
ووصلت الدعوة للإفراج عن البرغوثي إلى مكتب الرئيس ترامب، وهي التي أشار إليها يوم الخميس في مقابلة مع مجلة “تايم”.
وواجهت فدوى البرغوثي، زوجة القيادي التي سافرت إلى مصر للضغط على المفاوضين لتحريره، روايات جديدة عن سوء المعاملة لمروان البرغوثي قبل أسابيع من وقف إطلاق النار. وقال أربعة معتقلين أفرج عنهم وشاركوا البرغوثي زنزانته إنه ضرب حتى فقد الوعي أثناء عملية النقل في 14 أيلول/سبتمبر. وقال حسام مطر أحد السجناء: “عندما نقل إلى حافلة السجن لنقله، ضربه ثمانية حراس على الأرض حتى فقد الوعي” و”عندما استعاد وعيه ضربوه مرة أخرى. وأخبره الطبيب أن أضلاعه كسرت بدون تقديم علاج له”.
ضاعفت عائلة البرغوثي من الجهود الدولية للتأكد من الإفراج عنه، في حملة تشبه تلك التي أدت لخروج زعيم جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا من السجن
وقال أيهم فودة كممجي الذي كان موجودا في سجن مجدو في 14 أيلول/سبتمبر عندما أحضر البرغوثي جريحا: “كانت أضلاعه مكسورة على جانبي صدره، ثلاثة على اليسار وخمسة على اليمين، لكنه لم يتلق أي علاج”. و”عندما عاد إلى الزنزانة كانت ملابسه غارقة بالدم، ولم ينم لمدة يومين بسبب الألم”.
وحيا بن غفير المقاتلين في سجون إسرائيل على “العمل المقدس” الذي قاموا به ضد المعتقلين الفلسطينيين وتفاخر أن الأوضاع تغيرت للأسوأ منذ توليه منصب وزير الأمن.
وهذه هي المرة الثانية التي تتلقى فيها عائلته أخبارا عن ضربه وسوء معاملته، فهو تهديد للحكومة الإسرائيلية نظرا لشعبيته في الضفة الغربية وغزة ولأنه يدعم حل الدولتين. وهناك ساسة في إسرائيل يرون فيه زعيما للفلسطينيين. وقال ابنه: “لقد غسلت الحكومة الإسرائيلية أدمغة الجمهور بأنه شخصية خطيرة ستجلب عدم الاستقرار والعنف، وهذا غير صحيح، فهم يدركون أن خطره سياسي، وليس على أمن إسرائيل. وعندما أقول خطرا سياسيا، لا أعني أنه خطر على وجود دولة إسرائيل” و”هم يعرفون أن هذا الشخص قادر على توحيد الشعب الفلسطيني في رؤية حل الدولتين، وهي الرؤية التي يقبلها المجتمع الدولي”.
وقال عامي بن أيلون الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك)، “لراديو التايمز”: “الطريقة الوحيدة للقيادة هي القول إننا مستعدون للتفاوض مع أي قائد فلسطيني يؤمن بحل الدولتين، وأن ننسى ما فعله سابقا إن نطق به، لأنه كان يناضل من أجل الحرية وإنهاء الاحتلال. مروان البرغوثي هو القائد الذي سينتخب بين الفلسطينيين لأنه يؤمن بحل الدولتين ولأنه يقبع في سجوننا”.
جيوستراتيجيك ميديا ما وراء الخبر
