د. شهاب المكاحله
في صمت الليل، انطلقت صواريخ خيبر، ثلاثون منها، تحمل كل واحدة طنين من الدمار، لتضرب عمق إسرائيل. لم تكن مجرد صواريخ، بل كانت إعلانًا رمزيًا لسقوط الأسطورة الإسرائيلية الكبرى: “الجيش الذي لا يُهزم”.
ضربة ترامب… خدمة شخصية أم انسحاب تكتيكي؟
الضربة الأمريكية التي نُفّذت ضد إيران، وصفها محللون أمريكيون بأنها “مجرد مجاملة” من ترامب لنتنياهو. الرئيس الاسبق بيل كلينتون نفسه لمح إلى ذلك، معتبرًا أن واشنطن لا تنوي التورط في هذه الحرب، بل تسحب يدها بهدوء وتترك تل أبيب تواجه مصيرها وحيدة.
هجرة عكسية… وانهيار داخلي
بدأت الهجرة العكسية من داخل إسرائيل، من تل أبيب إلى قبرص وسيناء، تمامًا كما هرب الفلسطينيون من قراهم قبل عقود. الاحتلال الذي أقيم على رماد الآخرين بدأ يذوق طعم الفوضى والشتات. التقارير تتحدث عن نزوح داخلي، وملاجئ مكتظة، وانهيار نفسي غير مسبوق بين الإسرائيليين.
عقيدة إيران تحت الأرض
إيران التي تدرك أنها لا تملك تفوقًا جويًا، تبنت استراتيجية دفاعية من نوع مختلف: النزول إلى باطن الأرض. مدن كاملة، مصانع عسكرية، مراكز أبحاث نووية، كلها تحت الأرض. بينما تنفق إسرائيل الملايين على طائراتها، فإن الأهداف الإيرانية الحقيقية غير مرئية وغير قابلة للتدمير.
الاقتصاد منهار والشعب مرعوب
تل أبيب اليوم ليست كما عرفناها. الصور المسربة من الداخل تُظهر أحياء مدمرة، اقتصاد ينزف، وناس يعيشون في الملاجئ. السؤال الآن: ماذا يعني أن تكون دولة إذا كانت حياتك كلها تحت الأرض؟
البُعد العربي… هل تُولد وحدة جديدة؟
ليست الحرب حربًا إيرانية إسرائيلية فقط، بل هي مواجهة بين سرديات. الأنظمة العربية التي طَبَّعت مع إسرائيل قد تواجه قريبًا ارتدادًا شعبيًا كبيرًا. ومع اشتداد الضغط على إسرائيل، يلوح أفق جديد لوحدة عربية مصدرها الشارع، لا الزعيم.