الرئيسية / أخبار / مقْرط العصا وتعدد مستوى إقلاعاته

مقْرط العصا وتعدد مستوى إقلاعاته

Print Friendly, PDF & Email

 د. بسام الهلول

لعمري انها مسافة السياسي العربي مع وعده
تالله انها مخاتلة وأي مخاتلة ورجع الصوت من رعاياهم ( زلط والا نجمهر)
من طرائف مااكتنزته الذاكره لما قام عبد الناصر ليخضع اليمن لسلطنته في برنامجه للخلاص من الرجعية العربية من سلطة البدر وقد صعد على كرسي الحكم عبد الله السلال شاعت كثير من النكات عن اتباع البدر منها عندما يتاخر البدر في صرف الرواتب يهددونه( زلط والا نجمهر)..اي إذا تاخرت بدفع الفلوس سننضم إلى جماعة السلال التي تنادي بإعلان الجمهورية وذهبت مثلا فالعبرة هنا ليست بخصوص السبب وانما يمكن ان تعمم على الواقع المعاش الان ورغم نجاح ( عبّد الله السلال في حركته الانقلابية) إلا ان الاعلام الناصري وبوقه ( المذيع احمد سعيد) الذي لازال صوته من القاهرة في حرب الايام الستة ورجع صداه في آذاننا ( تجوّع ياسمك) مهددا الاسرائليين بعظائم الامور والويل والثبور وكشف الغطاء واذ بسيناء تسقط في ايام ست والجولان والضفة الغربية ويقف إلا سرائيليون عل تخوم ثلاثة في حين استعصت غزة ذات 367كم ولا زالت تجرع الكيان الموت الزؤام وهذه تعد من مكارم بل من مآثر الناصرية وذهب القاهر والظافر صواريخ عبد الناصر التي كانت لاتستطيع التحليق إلا بضع كيلو مترات وكم كان الإعلام المصري يشنف آذاننا في الظافر والقاهر واذ بها( انفخ ياشريم ما في براطم) حتى وصل بنا الإشفاق على الإسرائيلي أن تأكله اسماك القنال حتى الأسماك اصيبت بخيبة امل عندما وعدها الإعلامي النحرير( احمد سعيد) بندائه ( تجوّع باسمك).. وما ان انجلى غبار المواجهة ذهبت وعود عبد الناصر وخطاباته تعج بها اذ كانت مقاهينا تغص بالناس وخاصة المخيمات وهم على موعد مع خطاب عبد الناصر…. وانه حان موعدهم بالعودة إلى فلسطين وكلما اعلن عن خطابه فرح الفلسطينيون بل ويهنؤون بعضهم ان حان اللقاء هناك وكان الإعلام الناصري انذاك كان يروج ان( البدر) على بعد( كيلومترات) من صنعاء وان الطريق ستفتح من صنعاء إلى فلسطين ولا زلت اذكر( المانشيتات) في الصحافة وخاصة الأهرام وصحيفة الانوار اللبنانية ان البدر على بعد كيلومترات من صنعاء وانتهت المعركة ولا زلنا ننتظر دخول البدر صنعاء ولا زال اتباعه يهددونه( زلط والا نجمهر)..اي ننظم إلى ثورة( السلال)…وهاهم رجال السياسة في عالمنا يمنون الجماهير العربية بهزيمة إسرائيل رغم تكاثر العسكر ومكتنز المعدات في حين تصمد المقاومة على ضيق ذات اليد والمكنة وحصار ذوي القربى وهذه إعلان محاكمة للنظام الرسمي كي تدين النظام العربي برمته اذ المقاومة الساعة تنتصر..لعمري انهم اخوة يوسف حسدا من عند انفسهم حيال ماجرى ويجري على اياد اقسمت اننا اليوم لن نهزم وهاهي تقيم الحجة عليهم جميعا اين ذهبت جيوشكم وعتادها ولم يستقم امرها حيال ستة ايام والسابع استوت اسرائيل على عروش العربية في اليوم السابع ولا زلنا زحفا كما البدر واصوت جنده ( زلط والا نجمهر)…سقطت صنعاء والبدر يمنّي جنده وما بقيت إلا كيلومترات)…عن صنعاء رحم الله البدر ولن نسامح من كذب على جنده ان صنعاء( مقرط العصا)وهي مسافة الراعي من مرابع قومه( مقرط العصا) وانت في الحقيقة بحاجة إلى أكثر من ايام ثلاثه وثلث حتى تصل( معلان الراعي واهله)…وكذا وعود ساستنا من هزيمة الكيان ( مقرط العصا)لله درهم اجتمع لهم( دهاء البدوي )ومخاتلته في ذكر عنوان( معلانه)مما يحفزني ان اوجه البوصلة نحو( ( معمارية الدولة الحقة)من متعالٍ إلى محايثة
الدولة المتعاليه والدولة المحايثة ثمة مسالة سياسية واشكال فكر .
ان التفكير اليوم يكاد ينصرف الى ام المشكلات في النطاق العربي والاردن.. كمفردة في التنظير يمازجها نظرات وتوشيحات مما فاه به الكاتب اللبناني وضاح شراره في مقابلة بل في مطارحة تضمنت كثير اسئلة من لدن المفكر المغربي عبد الاله بلقزيز حيث اتخذت لنفسها ( الدولة الكائن المجرد المتعالي.. على اجتماعه… اذ تعتبر نفسها ( الماهية)بل ( الماهية ) منها… في حين النظم التي درجت في مصاعدها ووصلت الى ( الدولة التمثيلية)المنفتحة على جمهورها بل متجذرة فيه تقتات قوت حشدها..تطل على اجتماعها وتنتهل منه شربها ( بالكسر) وتوقر يتماهى السياسي مع الاجتماعي ويحايثه لا ان تكون متعاليه تميل الى القهرية وتتنزل منزلة ( المخلص الرسولي)لااريكم الا ماارى ولا اريكم بزعمه الا سبيل الرشدبحيث تنتهي الى( اعضال مجتمع)..وتتخلى عن حالة التدبير(Gestion)وترعى المختلف
هذه هي( معمارية) الدولة الحقة.

د. الهلول كاتب ومفكر اردني