الرئيسية / أخبار / عشية القمة العربية.. استبشارٌ بها أم تشاؤمٌ منها؟

عشية القمة العربية.. استبشارٌ بها أم تشاؤمٌ منها؟

في لحظة تاريخية غير مسبوقة- وفي ظل تحديات وجودية تواجه الشعوب العربية- تعقد غدا القمة العربية بالقاهرة، فكيف بدا المشهد عشية قمة يؤمّل فيها البعض خيرا، فيما يوجس منها آخرون خيفة.

اللافت قبل القمة كان في تواصل التصريحات العنصرية من اليمين الإسرائيلي المتطرف سيموتيرتش وشركاه الذين دعوا حكومتهم أن تهدد بإعدام أسرى فلسطينيين مقابل كل مختطف يتعرض للأذى.

من جهته دعا بن غفير إلى قصف مخازن الغذاء في قطاع غزة.

فكيف سيتعامل القادة العرب مع كل هذه التحديات غير المسبوقة؟

السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يؤكد أن أمورا كثيرة ستتغير إلي الأفضل لو خلا البيان الصادر من القمة العربية غدا من العبارة المعتادة ” نطالب المجتمع الدولي بالضغط علي إسرائيل لفعل كذا وكذا”.

ويضيف أن المجتمع الدولي لفظ هلامي وغير موجود علي أرض الواقع، وإن وجد فلايسمع، وإن سمع فلا يأبه، وإن اهتم فليس لاهتمامه تأثير كبير علي الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تمثلان جوهر ولب مشاكل المنطقة والدول العربية.

وقال العشماوي إنها ستكون خطوة مهمة لو استبدل القادة العرب بالعبارة السابقة عبارة بسيطة تقول “قررنا أن نفعل كذا وكذا وكذا”.

ويختتم متمنيا أن يصدر عنه بيان موجز وواضح كما فعل زيلنسكي ، ينص على:

الاسرائيليون يقتلون النساء والأطفال والشيوخ، إسرائيل عدوتنا، حماس تحتفظ ب 59 رهينة إسرائيلية في حين تختطف إسرائيل بأكثر من 2 مليون رهينة فلسطينية تمنع عنهم الماء والغذاء والدواء والوقود بعد أن هدمت بيوتهم وقتلت 50الفا منهم.

لاتهجير ولا تصفية للقضية، لاتطبيع مع العدو، لاسلام بدون إعادة الحقوق، لا تخلي عن المقاومة طالما بقي الاحتلال ، لافتا إلى أنه سيكون بيانا موجزا لا يزيد على نصف صفحة ولكنه يمكن أن يحدث زلزالا دوليا وسيحترمه ويدعمه عشرات الدول.

تبون

غياب الرئيس الجزائري تبون عن القمة أثار بدوره عاصفة من التساؤلات، فما دلالة غيابه؟ وما الأسباب؟

الكاتب الصحفي كارم يحيى يقول : ” ربما هناك رائحة طبخة غير طيبة، وكأن الإخوة في الجزائر أبصروا ما وراء الأكمة، وبالتالي اتخذوا موقف إخلاء المسئولية عما سيكون”.

السفير فرغلي طه قال إن الرئيس الجزائري وغيره من القادة العرب بحاجة قبل لوم الآخرين وانتقادهم ، إلى مصارحة النفس والشعوب ومصارحة بعضهم بعضا بكشف حساب حقيقى وصادق عما قدمته كل دولة على مر تاريخها خاصة منذ أكتوبر 2023، من أجل القضية الفلسطينية.

ويضيف: عليهم أن يقولوا ماذا قدموا من دم ودور عسكرى حقيقى أولا، ثم من دور سياسى وأمنى، ثم من دور اقتصادى ومالى ..بعيدا عن الأدوار الكلامية والمزايدات.

من جهته قال د.محمد البرادعي إنه لاحديث اليوم في العالم سوى عن الخلاف حول مسار الحرب الروسية الاوكرانية، مشيرا إلى أن اوروبا باكملها تهب للدفاع عن أوكرانيا فى خلافها مع الولايات المتحدة، فى نفس الوقت تقوم اسرائيل بوقف ادخال كل المساعدات الانسانية لغزة مستمرة في ارتكابها لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

ويتساءل البرادعي بنبرة ملؤها الغضب: هل هناك أمل أن تهب الدول العربية كذلك للدفاع عن فلسطين وماتبقى من أهلنا في غزة؟

استطلعنا رأي الشارع عما يريده من القمة العربية، فماذا كانت الإجابات؟

الشاعر جمعة أبو النيل قال إنه يتمنى على القادة العرب أن يتحدوا لمواجهة مخططات الغرب، مؤكدا أن الغرب لا يكنّ للغرب إلا كل شر.

وردا على سؤال: هل اتحاد العرب ممكن أم حلم بعيد المنال؟

قال أبو النيل: هذا أمر ممكن، لاسيما أن الدول العربية والشرق يمتلكون الكثير والكثير مما يجعل كلمتهم مسموعة بل مطاعة.

واختتم داعيا القادة العرب لاستخدام سلاح البترول، وليكونوا على قلب رجل واحد.